جدل حول مهرجان المربد العراقي

الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق

اتحاد كتاب العراق: بعض الشعراء العرب كانوا يقتاتون على موائد نظام صدام (الجزيرة-أرشيف)


عبد الستار العبيدي-بغداد
 
رفض الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق توجيه دعوات للمشاركة في مهرجان المربد الشعري -الذي انطلقت فعالياته الثلاثاء- إلى أعداد كبيرة من الشعراء والأدباء والكتاب العرب.
 
وعبر نائب الأمين العام للاتحاد إبراهيم الخياط عن رفضه دعوة الأدباء والشعراء والكتاب من الدول العربية الذين كانوا يحضرون مهرجان المربد قبل الغزو الأميركي في عام 2003. 
 
ويصف الخياط في حديث للجزيرة نت هؤلاء الكتاب والأدباء بأنهم كانوا يقتاتون على موائد النظام السابق ويطبلون له ويمتدحونه في كل مناسبة على حد قوله. وأكد أن هناك إجماعاً في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين على عدم توجيه الدعوة لهؤلاء احترماً لمشاعر أبناء شعبنا العراقي.
 
وأوضح الخياط أن الدعوات التي تم توجيهها للأدباء والكتاب العرب تشمل المبدعين الكبار الذين لم يؤازروا النظام السابق ومن أبرز هؤلاء الشاعر الكبير أدونيس، إضافة إلى العشرات من الأدباء والكتاب.
 
ولم يتوقع المسؤول مشاركة عربية واسعة في الدورة الجديدة من المهرجان عازياً ذلك إلى الوضع الأمني الهش في العراق.
 
ووجه انتقاداً للحكومة واتهمها بعدم تقديم الدعم للمهرجان، وطالب بضرورة عودة اتحاد الأدباء العراقيين لعضويته الفاعلة في اتحاد الأدباء والكتاب العرب الذي علق عضوية العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003.
 

"
من أبرز الأسماء التي دأبت على حضور مهرجان المربد الشاعر الراحل محمود درويش ونزار قباني ومحمد الفيتوري ويوسف إدريس وأعداد كبيرة من شعراء المغرب العربي ودول الخليج
"

الموقف من الاحتلال

يذكر أن الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب قررت تعليق عضوية اتحاد الأدباء العراقيين بعد الغزو الأميركي للبلاد، مطالبة الأخير بتحديد موقفه بوضوح من الاحتلال ومن المقاومة التي تقارعه، إلا أن الاتحاد لم يظهر موقفاً واضحاً، الأمر الذي تسبب في الإبقاء على قرار التعليق.
 
ويحتشد منذ سبعينات القرن الماضي مئات الشعراء والنقاد والأدباء والكتاب في مهرجان المربد الشعري، ويشارك عدد كبير من الشعراء العرب ومن العالم، ومن أبرز الأسماء التي دأبت على حضور المهرجان الراحلون محمود درويش ونزار قباني ومحمد الفيتوري ويوسف إدريس فضلا عن أعداد كبيرة من شعراء المغرب العربي ودول الخليج.
 
ولم يتردد هؤلاء الشعراء في زيارة مدينة البصرة أيام الحرب العراقية الإيرانية، وتحديداً عام 1986 حيث زاروا البصرة التي كانت تتعرض إلى قصف إيراني كثيف.
 
ويرى مراقبون أن قيادة الاتحاد العراقي عمدت إلى استبدال موعد إقامة مهرجان المربد الذي كان يختتم أيامه في الأول من ديسمبر/كانون الأول من كل عام، وهو يوم الشهيد العراقي في حرب السنوات الثمانية ضد إيران (1980–1988)، ليصبح هذا المهرجان ضمن فترة أيام الغزو الأميركي للعراق الذي امتد من 19 مارس/آذار إلى 9 أبريل/نيسان من العام 2003، ولهذا اختير الـ23 من مارس/آذار من هذا العام حتى يكون ضمن الذكرى التي حصل فيها الغزو.
 
وبدأ العراق منذ عام 1971 بتنظيم مهرجان المربد الذي سعى من خلاله لتخليد السوق الشهيرة التي أقيمت في البصرة في القرن الأول الهجري، ونظم بالفعل 18 دورة له كان آخرها في عام 2002 قبل أن يحدث الغزو الأميركي، وكان يعد من أشهر مهرجانات الشعر العربية.

تيمناً واعتزازاً
ويقول الشاعر العراقي علي حبش إن "الأمر لم يقتصر على تغيير موعد إقامة مهرجان المربد، بل العمل يجري لقطع الصلة بالماضي، ولهذا اختاروا رقماً جديداً وهو مهرجان المربد السابع تيمناً واعتزازاً من قبل القائمين على اتحاد الأدباء والكتاب في العراق باحتلال هذا البلد من قبل قوات الغزو الأميركية".

وعبر حبش الذي يقيم خارج العراق للجزيرة نت، عن أسفه الشديد لتمسك حملة الأقلام وأصحاب الكلمة بالمحتل الغازي حسب قوله.

من جانبه أبدى الأديب والشاعر العراقي محمد علي الخفاجي أمله في تغييرات في المرحلة المقبلة بعد إجراء الانتخابات. وتوقع أن تكون الاحتفالية المربدية في دورتها السابعة بوابة إلى مرحلة أفضل في العراق. وأعرب عن أمله بانفتاح عربي أوسع ومشاركة عربية أكبر بالمهرجان.

المصدر : الجزيرة