منارة السهروردي ببغداد مهددة بالسقوط

السهوردي
منارة السهروردي تعاني من الميلان (الجزيرة نت) 

عبد الستار العبيدي-بغداد

بعد نحو 850 عاما على بنائها يتهدد الإهمال منارة السهروردي الشاخصة في قلب بغداد بالانهيار، فمنذ نحو عشرين عاما لم تجر عمليات صيانة لهذا الأثر التاريخي القائم منذ العصر العباسي والذي يمكن مشاهدته من مسافات بعيدة رغم انتشار البنايات العالية في العاصمة العراقية.
 
ويطالب الكاتب العراقي حميد المطبعي الحكومة العراقية والدوائر المعنية بالاهتمام بهذه المنارة التاريخية، ويقول في حديث للجزيرة نت "يجب إعادة ترميم المنارة وبنائها وبما يمنع سقوطها، كونها الآن تعاني من الميلان الذي من الممكن أن يؤدي إلى سقوطها".
 
وطالب المطبعي أيضاً بإحياء هذا التراث الصوفي الذي يقول إنه يعد معلماً من معالم التراث الإسلامي في العراق.
 
ومنارة السهروردي تعلو قبر مؤسس الطريقة الصوفية السهروردية أبو حفص عمر بن محمد السهروردي الملقب شهاب الدين، والذي يعتبر حجة في التصوف، وأصدر عدداً من الكتب عن الصوفية.
 
ويقول المطبعي "لعل الطريقة السهروردية في التفسير تتميز بمدى فهم وإدراك ملم يدركه السلف الصالح، فحين تذهب السهروردية للخلاص من مفاسد الدنيا والتمسك بآيات الله الكريمة وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، إنما تدعو إلى الزهد والعمل من أجل الآخرة".
 
وأضاف أن "الطريقة السهروردية من هذا المنظور تحيي ما أنزل الله على عباده من آياتِ بينات، وكانت تقيم الموالد والأذكار في ليالي الجمع والمناسبات الدينية".
 
فن معماري
ويؤكد المطبعي أن هذه المنارة تمثل الأثر الحاضر لتأريخ وثقافة وفن معماري عميق في مقبرة كانت تسمى الوردية في بغداد، ثم تغير أسمها إلى مقبرة الشيخ عمر بعد أن دفن فيها الشيخ السهروردي، والتي تضم الآن المنارة المسماة باسمه، وقد عمل الوقف الإسلامي في سنوات قبل الاحتلال على ترميم منارته ومرقده إحياء للتراث الإسلامي.
 
وأشار إلى أفراد عائلة السهروردي الموجودين حالياً في العراق على رأسهم الشيخ نجم الدين السهروردي المتزوج من ابنة رشيد عالي الكيلاني والذي توفي قبل ثلاث سنوات، موضحا أن العائلة كانت تقوم بترميمات بسيطة لهذه المنارة وفقاً لقدرتها المادية.

إحسان فتحي: المنارة بحاجة إلى صيانة فورية (الجزيرة نت)
إحسان فتحي: المنارة بحاجة إلى صيانة فورية (الجزيرة نت)

أثر نادر

ويقول الدكتور إحسان فتحي الخبير المعماري والآثاري للجزيرة نت إن هذه المنارة تعتبر من أهم وأندر الآثار العباسية في مدينة بغداد، وهي بحاجة إلى صيانة فورية.
 
وأوضح أن القبة المخروطية المقرنصة ونتيجة للإهمال وعدم صيانتها بشكل دوري معرضة للسقوط إن لم تعالجها دائرة الآثار ووزارة الثقافة بإيقاف التصدع الكبير الذي ظهر مؤخراً عليها وإعادة ترميمها بأسلوب علمي ومنهجي لأن هذه المنارة مهمة تاريخيا كونها تمثل جزءا من الحضارة العباسية المتأخرة.
 
ويضيف فتحي "مثل هذه الآثار في كل دول العالم تخضع لصيانة دورية سنوية، وليس الإهمال لفترات طويلة كما يجري في العراق، وليس منارة السهروردي وحدها التي تعاني من الإهمال، فهناك الكثير من المعالم الآثارية تعاني من هذا الإهمال".
 
وقال إن آخر صيانة لمنارة السهروردي كانت قبل أكثر من عشرين سنة، وهناك الكثير من الأسباب التي تؤثر على الهيكل الإنشائي للمنارة منها الاهتزازات التي تسببها السيارات على طريق محمد القاسم السريع الذي تقع المنارة بقربه.
 
وأكد وجود خبرات هندسية ومعمارية عراقية مؤهلة لإعادة ترميم المنارة، إذا ما توفرت التخصيصات المالية اللازمة لها. 
المصدر : الجزيرة