"تلويث" العربية يشغل الجزائر

ملتقى اللغة العربية التهجين والتهذيب 16 -2-2010 035


أميمة أحمد-الجزائر
 
تناول مختصون في اللسانيات خلال يوم دراسي نظم الثلاثاء بالجزائر ما وصفوه "بالتلوث اللغوي" أو التهجين في اللغة العربية، مرجعين أسبابه في هذا البلد إلى عوامل تاريخية وسياسية وتآمر خارجي على زعزعة لغة الأمة لطمس هويتها الثقافية.
 
وفي مداخلته قال رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الذي أشرف على تنظيم التظاهرة إن التلوث اللغوي ظاهرة طارئة مقارنة بالمدوّن والمخطوط من التراث الجزائري القريب إلى الفصحى، سواء اللغة العربية أو الأمازيغية.
 
وأضاف الدكتور محمد العربي ولد خليفة أن سياسة الاستعمار الفرنسي الاستيطانية التي قامت على "فرنسة" اللغة والثقافة حاولت تفكيك الهوية وقطع أواصر انتمائها إلى الثقافة العربية الإسلامية، وتجفيف الرصيد اللغوي للجزائريين.
 
وأوضح ولد خليفة في حديثه للجزيرة نت أن "أكثر التبعيات ضررا هي التبعية الثقافية اللسانية التي تنتج سلسلة تبعيات سياسية واقتصادية وغذائية، واللغة التي لا تستخدم الفصحى في مجالات العلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي وتنتج المعرفة تعتبر لغة تعيش عالة على لغات أخرى".
 

عمر: الخطورة تكمن في عدم التصدي للتهجين
عمر: الخطورة تكمن في عدم التصدي للتهجين

خطورة التهجين

واتفق المشاركون في التظاهرة التي جاءت تحت شعار "اللغة العربية بين التهجين والتهذيب" على أن التهجين في اللغة يواجه كل اللغات منذ القدم، لكن الخطورة تكمن في عدم التصدي له حسب رئيس قسم الترجمة في جامعة عنابة الدكتور لحسن عمر.
 
وقال عمر في حديثه للجزيرة نت إن "واقع تهجين اللغة العربية يؤسس لدلالات خطيرة على المجتمع أقلها ضياع الهوية وأعلاها التنكر للذات الحضارية، فبعدما كان شعار الجزائر قسما بالنازلات الماحقات (النشيد الوطني) أصبح الآن "وان، تو، ثري، فيفا لالجيري" في إشارة إلى المقطع الأجنبي الذي تردده الجماهير الرياضية تشجيعا لمنتخبات الجزائر.
 
ويعتقد عمر أن التهجين اللغوي الحالي له أسباب اجتماعية مع ظهور الأثرياء الجدد الذين يريدون التميز عن بقية الشعب بطريقة العيش واللغة والتعليم بمدارس أجنبية، وأيضا أغاني "الراي" الشبابية الخليطة بالفرنسية والدارجة الجزائرية، إلى جانب قصور المدرسة عن فرض الفصحى.
 
عجز الدولة

بدوره يتفق الباحث محمد أرزقي فراد نسبيا مع هذا الرأي، لكنه ألقى باللائمة على "الإرادة السياسية المفقودة" لأن الإشكال هو "عجز الدولة عن حصر التهجين في أضيق نطاق بحيث لا يؤثر على اللغة العربية".
 

 خروبي: التهجين ينطوي على مؤامرة خارجية
 خروبي: التهجين ينطوي على مؤامرة خارجية

غير أن محمد الشريف خروبي وهو وزير تعليم في ثمانينيات القرن الماضي وأول من قاد تعريب التعليم ذهب إلى أن التهجين ينطوي على مؤامرة خارجية ضد اللغة العربية بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.

 
وقال خروبي في حديثه للجزيرة نت إن "هذه المؤامرة ترمي إلى زعزعة الأمة العربية التي تجمعها لغة واحدة، العربية لغة القرآن ومن ثم التشكيك في الإسلام، والدليل إحراق مكتبات بغداد على أيدي الاحتلال الأميركي".
 
من جانبها تقول الأستاذة في آداب اللغة العربية بجامعة وهران الدكتورة صفية مطهري إن مفردة التهجين دخيلة على اللغة سواء كانت فصحى أو عامية، بينما تهذيب اللغة "هو تصحيح التحريف بالألفاظ، مثل استبدال حرف مكان حرف بإعادة الأمور إلى نصابها".
المصدر : الجزيرة