"الضيوف" يروي مأساة اللاجئين بكندا
14/12/2010
أميمة أحمد-الجزائر
عرضت سينما الهقار بالجزائر العاصمة الفيلم الوثائقي "الضيوف" للمخرجة الفلسطينية تغريد سعادة، وسلط الضوء خلال 46 دقيقة على معاناة اللاجئين الفلسطينيين في كندا حيث يوجد ثمانية آلاف شخص. وتروي القصة معاناة اللاجئين في الحصول على جوازات سفر وأوراق رسمية.
يتناول الفيلم حكايات ومآسي عشرات العائلات الفلسطينية التي قدمت من مخيمات لبنان وسوريا وفلسطين وغيرها، وجمعهم الشتات الجديد على أمل العيش بأمان وحرية في بلد ديمقراطي.
لكن الحلم تبخر، كما قالت سيدة قادمة من مخيم اليرموك بسوريا عام 1994، كانت قد قبلتها إدارة الهجرة الكندية مع طفليها أربع وسبع سنوات على أمل أن يلحق بهم الزوج ليلتئم شمل العائلة، وهو ما حصل فعلا ولكن بعد 15 عاما.
وتقول الزوجة "ماذا بقي من الزواج بعد 15 عاما؟ ألا يحق للفلسطينيين أن يعيشوا مع أسرهم؟ لقد خربوا أسرتي في سفارة كندا في باريس، حيث كان زوجي، وقالت المسؤولة للمحامية الموكلة بالدفاع عن زوجي: هل بلدي يريد هؤلاء الناس؟".
وجرى بعد عرض الفيلم نقاش بين المخرجة والجمهور بينهم سينمائيون ونقاد وإعلاميون، وتحدثت سعادة عن خوف بعض الفلسطينيين والعرب من الحديث خلال تصوير الفيلم خوفا أن يتسبب في حرمانهم من جواز السفر أو أن ينالهم التهديد والترحيل.
وهذا يبين كما قالت المخرجة "ازدواجية التعامل، فمن جهة تعترف الحكومة الكندية بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ومن جهة أخرى تعامل الفلسطينيين معاملة مهينة".
11 سبتمبر
وردا على سؤال للجزيرة نت بشأن توقيت إنتاج الفيلم، قالت المخرجة إنه
أنتج بمناسبة مرور عشر سنوات على أحداث 11 سبتمبر/ أيلول "وما لحق بالمسلمين والعرب من تضييق، وخاصة على الفلسطينيين بسبب وجود اللوبي الصهيوني النافذ في كندا، فضلا عن أن العلاقات الكندية الإسرائيلية الجيدة جعلت الموقف الكندي الرسمي مع إسرائيل بينما الفلسطيني إرهابي".
وردا على سؤال للجزيرة نت بشأن توقيت إنتاج الفيلم، قالت المخرجة إنه
أنتج بمناسبة مرور عشر سنوات على أحداث 11 سبتمبر/ أيلول "وما لحق بالمسلمين والعرب من تضييق، وخاصة على الفلسطينيين بسبب وجود اللوبي الصهيوني النافذ في كندا، فضلا عن أن العلاقات الكندية الإسرائيلية الجيدة جعلت الموقف الكندي الرسمي مع إسرائيل بينما الفلسطيني إرهابي".
من جهته أكد المسرحي العراقي المقيم بالجزائر فاضل عباس أن هذه الازدواجية يعاني منها أيضا العراقيون الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة التي "دمرت العراق، وسهّلت هجرة العقول العراقية إلى أراضيها، ولكن ما إن وصلوا حتى عاشوا الاختناق من قانون الهجرة الذي يمنع المغادرة لأربع سنوات، والعيش على الإعانة التي تقدمها، والرضوخ لقانون صارم".
وأضاف في حديث للجزيرة نت عقب العرض إن العراقي في أميركا "يجد نفسه ينسلخ تدريجيا وينسى وهم الحرية الذي حلم به قبل الهجرة، وهذه إستراتيجية لاستغلال العقول المنتجة".
تفجير الألم
وأضاف "أنا شخصيا لم أكن أعرف إلى هذه الدرجة من العنف والاحتقار، فالجدار العازل في الوطن الفلسطيني أرحم من المدينة الفاضلة التي وُعد بها بالهجرة".
وترى سعادة أنه رغم كثرة الأفلام العربية التي تناولت القضية الفلسطينية وتفاصيلها الإنسانية، فإن قلة منها استطاعت توضيح القضية للآخر وخصوصا الجمهور الغربي.
المصدر : الجزيرة