فيلم "وطن" يلقى إقبالا بهولندا

لقطة من الفيلم الوثائقي يعرض فيها امرأة تتكلم عن مصادرة بيتها
لقطة من الفيلم الوثائقي تظهر فيها امرأة تتكلم عن مصادرة بيتها (الجزيرة نت)

نصر الدين الدجبي-أمستردام
 
لقي فيلم "وطن" للمخرج الهولندي جورج سلويتسر في مهرجان الفيلم الوثائقي الدولي في أمستردام إقبالا كبيرا من المتابعين لفعاليات المهرجان الذي اختتم أعماله أمس الأحد. ويوثق الفيلم شهادة حول قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون بقتل طفلين فلسطينيين في مخيم صبرا وشاتيلا بلبنان عام 1982.
 
وكان مقررا عرض "الوطن" مرة واحدة خلال هذه الدورة التي امتدت عشرة أيام، ولكن الإقبال على متابعة الفيلم والضجة الإعلامية التي أحدثها دفعت منظمي المهرجان إلى إعادة البرمجة وإدراجه ثلاث مرات خلال الدورة. وتفاعل الجمهور مع الفيلم بعاصفة من التصفيق في كل مرة يعرض فيها.
 
وأوضح المخرج سلويتسر في حديث للجزيرة نت أنه لم يكن ينتظر فوزا في المهرجان بقدر ما كان يهمه أن يعرف الناس عن قرب مأساة شعب فقد وطنه قائلا "إن لم يكن قد تعاطف جميع من تابع الفيلم مع مأساة الفلسطينيين فإن 99% من الحضور قد فعل".
 
من جهته قال المخرج محمود مساد الذي يشارك في المهرجان بفيلم "إعادة الخلق" إن التعاطف مع القضية الفلسطينية يزداد بكشف الحقائق من خلال مثل هذه المشاهد التي أثرت في الجمهور وتفاعل معها بقوة.
 
وبين مساد في حديث للجزيرة نت أن "مجرد اختيار الفيلم وفتح الطريق أمامه للمشاركة وعرضه للمتلقي مباشرة خطوة إيجابية إذا عرفنا أن أفلاما عدة لم تقبل" لتعرض في المهرجان.
 
واللافت أن عدد المتابعين لفعاليات المهرجان قد ارتفع، حسب ما أوردت إدارة المهرجان، من 165 ألف مشاهد إلى 180 ألفا.

المخرج الهولندي جورج سلويتسر (الجزيرة نت)
المخرج الهولندي جورج سلويتسر (الجزيرة نت)

مأساة الفلسطينيين

وانتقد المخرج سلويتسر تركيز بعض وسائل الإعلام خاصة الإسرائيلية على دقيقة من الفيلم ونسيان بقية 75 دقيقة تحكي مأساة الفلسطينيين في الشتات.
 
وأوضح أن من لوحوا بانتقاداتهم للفيلم لم يشاهدوه حتى الآن، وعدها انتقادات سياسية بامتياز، وذلك في إشارة إلى رفض السلطات الإسرائيلية لرواية المخرج حول قيام شارون بقتل طفلين في مخيم اللاجئين الفلسطينيين.
 
وأنجز سلويتسر الفيلم بالتعاون مع قناة الجزيرة الوثائقية، وحصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي حول العالم العربي، وذلك في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة التي نظمت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في الإمارات العربية المتحدة.
 
ويتميز الفيلم حسب عدد من النقاد بأسلوب فني يمزج بين الذاتي والموضوعي، ويروي فيه المخرج قصة عائلتين فلسطينيتين تعيشان في الشتات، حيث يتحول المخرج في وقت من أوقات الفيلم إلى جزء من القصة من خلال تعلقه بالعائلتين وتعلق العائلتيان به.
 
ويأتي فيلم "الوطن" كجزء رابع وتتمة لسلسلة حلقات كان قد بدأ المخرج تصويرها عام 1974. ورغم الحالة الصحية المتردية قرر سلويتسر أن يمضي في هذا المشروع الذي كان يخطط له منذ فترة طويلة بعد أن مر بظروف صحية صعبة وبعد مواجهة شرسة مع الموت "بعكازين جبت الأزقة المتعرجة في لبنان لإتمام الفيلم".
 

"
بعكازين جبت الأزقة المتعرجة في لبنان لإتمام الفيلم

جورج سلويتسر
"

تفهم ومستقبل

وأوضح سلويتسر أنه عندما بدأ في السبعينيات فيلمه مع الشتات الفلسطيني لم يكن الموضوع يغري المخرجين الغربيين، خاصة أن التفهم للقضية الفلسطينية كان معدوما، وقال المخرج إن نسبة هذا التفهم اليوم وصلت إلى حوالي 40%، وأضاف "لقد أثمرت الجهود في إقناع الشعوب في الوقت الذي فشلت فيه الجهود الدبلوماسية".
 
وبالعودة إلى الفيلم، فإن المخرج ينهي أحداثه بالقول "ليس هناك مستقبل لسلم مشترك"، في إشارة منه إلى أنه لا توجد نوايا من الأطراف الرئيسة في عملية السلام لحل المشكلة والدفع باتجاه التسوية.
 
يذكر أن عرض الفيلم أثار ضجة إعلامية عالمية، وقامت السلطات الإسرائيلية بتكذيب رواية المخرج حول ما قام به شارون. وكان سلويتسر قد فاز في وقت سابق بجائزة مهرجان برلين الدولي عن فيلم "كبح جماح البحر"، وله أفلام أخرى أبرزها: الزوال، ووقت الجريمة.
المصدر : الجزيرة