النكبة الفلسطينية

أعلن مشروع الانتداب البريطاني على فلسطين من قبل عصبة الأمم المتحدة بتاريخ 6 يوليو/تموز 1921 وصودق عليه في 24 يوليو/تموز 1922 ووضع موضع التنفيذ في 29 سبتمبر/أيلول من العام نفسه وعرف هذا المشروع باسم صك الانتداب الذي كان تمهيدا لنكبة 1948 التي يوافق اليوم 15 مايو/أيار 2003 ذكراها الخامسة والخمسين.

اندلعت حرب 1948 التي تعرف في الجانب العربي باسم حرب فلسطين، أو "النكبة"، وتطلق عليها إسرائيل "حرب الاستقلال" بسبب قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الأمم المتحدة في 29/12/1947، حيث دعت جامعة الدول العربية إلى اجتماع في القاهرة تم الإعلان فيه أن الحكومات العربية ترفض هذا القرار وأنها ستتخذ تدابير كفيلة بإحباطه حيث قامت قوات من خمس دول عربية، هي مصر وسوريا والأردن ولبنان والعراق بدخول "إسرائيل" لمنع قيامها على أرض فلسطين، واستمرت العمليات العسكرية حتى يناير/كانون الثاني 1949، حين وضح أن القوات الإسرائيلية قد سيطرت على مسرح العمليات، وأدت الحرب عمليا إلى تأكيد تقسيم فلسطين، وخروج أكثر من 400 ألف فلسطيني من ديارهم ليتحولوا إلى لاجئين، وليبدأ الصراع العربي–الإسرائيلي بشكله الحالى فى الانطلاق.

حينما دخلت الجيوش العربية فلسطين في 15/5/1948 حققت انتصارات معتبرة، فالقوات المصرية حققت نجاحات ملموسة في القطاع الجنوبي. أحدثت تلك العمليات حرجاً للقوات الصهيونية سرعان ما أزيلت آثاره بقرار مجلس الأمن في 22/5/1948 بوقف إطلاق النار مدة 36 ساعة، ورفضت الدول العربية ذلك القرار في حينه، فمارست الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا ضغوطاً مشددة مصحوبة بتهديدات للحكومات العربية. وتقدم الوفد البريطاني في مجلس الأمن بطلب جديد لوقف القتال مدة أربعة أسابيع، وضبط تدفق المتطوعين والسلاح إلى فلسطين إبان تلك الفترة. وفي 2/6/1948 أبلغت الدول العربية مجلس الأمن موافقتها على ذلك القرار، وتوقف القتال بالفعل في 11/6 وعرفت تلك الفترة بالهدنة الأولى.

أفادت القوات الصهيونية من تلك الهدنة إفادة كبيرة فعززت من قدراتها وزادت من تسلحها في شتى المجالات، ساعدتها في ذلك الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وحاولت تمديد الهدنة شهراً آخر لمزيد من الاستعداد، لكن محاولتها باءت بالفشل إثر حادثة اغتيال الكونت برنادوت الذي لم ترض الدول العربية ولا إسرائيل عن مقترحاته للتقسيم، فاندلعت الحرب من جديد في 7/7/1948 على الجبهة المصرية أولاً ثم امتدت إلى بقية الجبهات، واستولت القوات الصهيونية على اللد والرملة في 11 و12/7/1948 بعد هزيمة القوات الأردنية بقيادة القائد "البريطاني" غلوب باشا المتهم بالتقصير في تحصينهما، وأدى سقوطهما إلى كشف الجناح الأيمن للجيش المصري. وحصلت القوات الصهيونية بذلك على محور مهم للاتصال بالقدس، وعلى قاعدة جوية مهمة في اللد، كما ارتفعت الروح المعنوية لجنودها.

تقدمت الولايات المتحدة بمشروع هدنة ثانية قبلته الدول العربية في 18/7/1948، غير أن القيادة الصهيونية خرقت شروط الهدنة في 27 – 28/7 وشنت هجوماً منظماً على كل من الفالوجا وعراق المنشية إلا أنهما باءا بالفشل، فوضعت القيادة الصهيونية خطة جديدة بهدف تحقيق اتصال آمن لها بالجنوب، ولتحقيق ذلك نظمت في أكتوبر/تشرين الأول 1948 سلسلة من العمليات العسكرية ضد الجيش المصري أبرزها عمليات "الضربات العشر" و"عين" و"حيرام" في الجليل، ونجحت بالفعل في فرض حصار جديد على الفالوجا والتقدم ناحية خليج العقبة، وفرضت سيطرتها على الجليل الأعلى، وأجبرت جيش الإنقاذ على الخروج من فلسطين.

وإزاء هذا الموقف العسكري المتدهور أصدر القادة العسكريون العرب أوامرهم للجيوش بوقف إطلاق النار في 22/10/1948، ولم تلتزم القوات الصهيونية بهذا القرار.

انتهت الحرب وبدأ صراع سياسي أسفر عن هدنة مؤقتة في رودس عام 1949. وكانت النتيجة المروعة لنكبة 1948:

  • ضياع مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية تفوق ما نص عليه قرار التقسيم.
  • إقامة الدولة الإسرائيلية فوق أنقاض الدولة الفلسطينية.
  • تهجير آلاف الفلسطينيين إلى الدول المجاورة وظهور مأساة اللاجئين واستمرار معاناتهم حتى الآن.
  • تغيير خريطة الحكم في المنطقة العربية وقيام عدة ثورات عقب تلك الهزيمة المرة.
    _____________
    المصدر: الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة