مخدة سجين.. حكاية فلسطيني محرر

معرض زهدي العدوي الفنان الفلسطيني

يتيم قال إن الرسوم تتضمن من العناصر الجماليّة والتشكيلية أشياء كثيرة (الجزيرة نت)

نقولا طعمة-بيروت

يرى نقاد أن لمعرض الفنان زهدي العدوي السجين الفلسطيني المحرر من السجون الإسرائيلية التي قضى فيها 18 سنة من عمره أبعادا متعدّدة على اعتبار أنه عمل فني نابع من المعاناة المباشرة بالسجن.

وكان المعرض حاضرا لكن صاحبه غاب عنه بمكان تنظيمه في بيروت ضمن ختام احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية في جانبها اللبناني، وقد أقيم في قاعة جمعية الفنانين التشكيليين للرسم والنحت تحت عنوان "مخدة سجين".

والفنان زهدي العدوي من مواليد النصيرات في غزة عام 1950. سجنته السلطات الإسرائيلية في سجن عسقلان منذ كان في الثالثة عشرة من عمره. وقد شكّل مع السجين محمد الروكوعي تجربة فنية داخل السجن سمياها "فنانون تحت الأرض".

العدوي كان يرسم لوحاته على وجه مخدة
العدوي كان يرسم لوحاته على وجه مخدة

قضيته كإنسان
وفي تعليق له على الرسوم قال حسن يتيم نائب رئيس الجمعية المستضيفة للمعرض إن "أهمية المعرض تعود إلى أن السجين وضع مجموعة من الرسوم المميزة جدا لتصوير معاناته وهواجسه وأحلامه، تناولت قضيته كإنسان فلسطيني مع كل ما يحيط بقضية وطنه من مصاعب".

وأضاف للجزيرة نت أن "الرسوم ليست لهاو دفعته حماسته ليعبّر بطريقة عفوية وعشوائية، هو فنان بحق، رسومه تتضمن من العناصر الجماليّة واللونيّة والتشكيلية الأشياء الكثيرة المعبّرة".

وقال الفنان اللبناني إن "موهبة العدوي تبدو واضحة، واشتغل عليها، وهذه حالة نادرة استطاع من خلالها أن يعطي إيضاحات مذهلة في التعبير من خلال بعدها الرمزي والإنساني والجمالي".

وعن رسومه قال "هي رسوم على وجه مخدة أو منشفة أو ما شابه، بالوسائل الإيضاحية البسيطة، لقد كانت السنوات الثماني عشر وافية ليعطي كل ما أعطاه من غنى وثراء فنيّين".

تهريب الرسوم
وفي تعليق قدّمته وزارة الثقافة اللبنانية، قالت إن "تجربة العدوي نضجت في السبعينيات وهو في سن السادسة عشرة، وقد شكّل مع الروكوعي تجربة مختلفة لنوع جديد من الفن قلما نجده في مكان آخر".

العدوي تمكّن من تهريب رسومه
العدوي تمكّن من تهريب رسومه

وذكرت الوزارة أنه "تم خلال هذه التجربة استخدام أبسط الوسائل عبر أقلام التلوين الخشبي كالرسم على الوسادات داخل السجن تحت مراقبة حراس إسرائيليين".

وقالت إنه "تمكّن من تهريب الرسوم إلى الخارج من خلال أصدقاء أو أقرباء فقد كان من السهل طيّ قطع القماش، ودسّها في كمّ زائر للعدوي إلى السجن ونقلها بهذه الطريقة إلى الخارج".

وأضافت أنه "بعد خروجه من السجن، صقل العدوي موهبته في مركز إسماعيل أدهم في دمشق، وامتاز عمله في توازن طرحه للشكل والمضمون معا أعطى انطباعا صحيحا عن شخصيته الفنية" مشيرة إلى أنه "عضو في الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين".

يذكر أن المعرض تضمّن 21 لوحة خمس منها من الحجم الصغير. وهي مجموعة يملكها أحد المهتمين بجمع كل ما يتعلّق بفلسطين، ومنه جاءت فكرة إقامة المعرض.

المصدر : الجزيرة