دعوة لتطوير حركة الترجمة العربية
طارق أشقر-مسقط
فقد أوصى المؤتمر الذي دعت إليه المنظمة العربية للترجمة بالتعاون مع اتحاد المترجمين العرب والنادي الثقافي العماني ومعهد بليغلوت في مسقط، بوضع سياسة لغوية قومية للوطن العربي وأخرى قطرية مشتقة عنها، وإلى تطوير اللغة العربية واستخدامها الاستخدام الشامل.
كما أوصى باعتبار اللغة العربية والترجمة منها وإليها بعدا أساسيا من أبعاد التنمية الشاملة المنشودة، وأداة أساسية لدخول مجتمع المعرفة والمشاركة الفاعلة في العولمة وركنا أساسيا من أركان الأمن القومي، داعيا الجامعة العربية إلى جعل قضية اللغة العربية والقضايا المرتبطة بها -وفي مقدمتها تطوير الترجمة- في صدارة جدول أعمال القمة الثقافية المرتقبة.
وطالب المؤتمر بمراجعة التشريعات العربية المنظمة للنشر والتوزيع بما يساعد على ضمان حرية الفكر والتعبير ويؤمن رواج المؤلفات والمترجمات والاستفادة منها على أوسع نطاق، وتعزيز التوجه نحو الترجمة الإنتاجية تلبية لحاجات التنمية الشاملة ووضع نظام لضمان جودة الترجمة.
واقع الترجمة
وأوضح للجزيرة نت أن الأمم المتحدة بسبب هذا القصور في الترجمة العلمية إلى العربية، عدلت قواعد امتحان المترجمين العلميين العرب في آخر اختبار أجرته في أكتوبر/تشرين الماضي لـ36 مترجماً علميا حيث عفت الممتحنين من شرط اللغة الثالثة مكتفية بالنجاح في اللغتين العربية والإنجليزية دعما للترجمة العلمية إلى العربية.
وأشار الشامي إلى أن اليونان البالغ عدد سكانها 11 مليونا، تترجم سنويا ما يساوي خمسة أضعاف ما تترجمه المنطقة العربية كافة من جميع اللغات.
وأرجع المحروقي تلك الفجوة إلى عدم وجود عمل تنسيقي بين الجهات العاملة في مجال الترجمة ووغياب الاستثمارات الكافية، داعيا المؤسسات العامة ومؤسسات المجتمع المدني إلى رعاية الترجمة والمواكبة في متابعة وترجمة التطور التقني.
وحول أسباب القصور أيضا، يرى المنسق الإعلامي للمؤتمر حسن المطروشي أن الكثير من دور النشر العربية تسعى إلى ترجمة ما يرغب فيه القارئ أو الجمهور لتضمن عائداً ماديا سريعا، ولذلك تجد القصة والرواية هي المادة القرائية الأولى الجاذبة للمترجمين على حساب المواد العلمية.
الأسباب والحلول
ودعا عبيد إلى أهمية تدريس العلوم والتقانة باللغة العربية حتى يتم توطين التعبير والمصطلح العلمي ليصبح عربيا بدل بقائه أجنبيا في الوقت الراهن.
أما أستاذ اللسانيات بالجامعة اللبنانية الدكتور نادر سراج فيختلف مع هذه القراءة ليقول إن حركة الترجمة إلى العربية تشهد نهضة ونقلة نوعية من جهة المضمون والعناوين ومؤسسية العمل، مستشهدا بما للمنظمة العربية للترجمة من أعمال يصل عددها إلى مائة عنوان صدرت على مدى ست سنوات.