أيام للمطالعة مبادرة جزائرية لتشجيع القراءة لدى الأطفال

مربية تقرأ للأطفال قصة في جناح القراءة الجهرية خلال أيام للمطالعة
المطلوب تحبيب المطالعة للطفل منذ سنواته الأولى (الجزيرة نت)

 أميمة أحمد-الجزائر

 
شهدت الجزائر خلال العطلة المدرسية الشتوية من 18 ديسمبر/كانون الأول إلى الثاني من يناير/كانون الثاني الجاري عدة نشاطات ثقافية من شأنها تشجيع الطلبة والتلاميذ على المطالعة وحب الكتاب تيمنا بقول الشاعر "وخير جليس في الأنام كتاب".
 
وشملت تلك النشاطات الأطفال من سن الثالثة في دور الحضانة إلى الخامسة عشرة في الدراسة المتوسطة. ولتحفيز رواد أيام للمطالعة نظمت مسابقات يحصل الفائز فيها على جائزة وهي كتاب يختاره.
 
ففي قصر الثقافة بالجزائر العاصمة افتتحت "أيام للمطالعة" تحت شعار "صديقي الكتاب"، وترمي المبادرة إلى تقريب الكتاب من الطفل لتكوين ألفة بينهما.
 
وقال عبد المطلب روينة وهو صاحب دار الشطار لكتاب الطفل "شاركنا في أيام للمطالعة لهدفين اثنين أحدهما تجاري لبيع منتجات دار الشطار التربوية سواء قصص أطفال من سن 6 إلى 15 عاما أو الألعاب الخاصة بالأطفال المعاقين ذهنيا"
 
تشجيع على القراء

مبادرة المطالعة تجمع بين القراءة واللعب (الجزيرة نت)
مبادرة المطالعة تجمع بين القراءة واللعب (الجزيرة نت)

ة

وأثناء زيارات الجزيرة نت لصالة "أيام للمطالعة", لوحظ أن هناك عدة أجنحة تجمع بين القراءة ومتعة اللعب منها جناح عروض سينمائية لأفلام الرسوم المتحركة وجناح التجارب العلمية وجناح الفلك وجناح الرسم والتلوين وجناح القراءة الجهرية وجناح المطالعة الصامتة في مكتبة "كان يا مكان".
 
وقد حددت إدارة قصر الثقافة أهداف مبادرة "أيام للمطالعة" في تقديم خيارات متنوعة لوسائل تربوية للأطفال والآباء والمربين، وتعويد الطفل على الكتاب ودفعه للقراءة، وتطوير المقروئية عبر التنشيط والألعاب والاكتشاف، وزرع حب الكتاب والقراءة لدى الطفل في سن مبكرة.
 
وتعد المبادرة الأولى من نوعها في العطلة المدرسية نظمها قصر الثقافة، ليقضي الطفل أوقاته خلال العطلة في فضاء يمزج بين الثقافة ومتعة اللعب مع أصدقاء ربما يعرفهم أول مرة، وبهذا تتسع دائرة علاقته الاجتماعية، كما قالت المربية ليلى في حديثها للجزيرة نت.
 
وكانت ليلى في جناح القراءة الجهرية تقرأ لبعض الأطفال قصصا مصورة. وأضافت المربية نفسها "أعيب على المبادرة أنها محدودة من حيث استيعاب الأطفال، حيث بقيت مقتصرة على أبناء حي قصر الثقافة".
 

رزاقي أسف لعدم وجود ثقافة اقتناء الكتاب (الجزيرة نت)
رزاقي أسف لعدم وجود ثقافة اقتناء الكتاب (الجزيرة نت)

تراجع

وكانت دراسات اجتماعية جزائرية قد بينت تراجع المطالعة في أوساط الطلبة والمجتمع عموما، وأرجعت السبب لانتشار الفضائيات التي تستهلك الوقت بمعلومات سطحية تعتمد على النظر، في حين تراجعت ثقافة الكتاب والتمعن بما يقرأ للحصول على المعرفة.
 
ويقول عبد العالي رزاقي أستاذ في كلية الإعلام -وهو شاعر- "لا توجد في الجزائر ثقافة الاطلاع للمعرفة العامة كما كان جيل السبعينيات وما قبله، فالطالب الجامعي يقرأ الكتب التي لها علاقة بدراسته فقط، فكل قراءة خارج المنهج الدراسي تعتبر هدرا للوقت".
 
ويضيف رزاقي في حديثه للجزيرة نت "لا توجد أيضا ثقافة اقتناء الكتاب، فوزارة الثقافة تطبع ألف نسخة من العنوان وتبقى الطبعة سنتين لإعادة طباعة الكتاب لو نفد من السوق، ولكن هذا العدد الضئيل لا يباع في سوق الكتاب".
 
التلفزيون والمطالعة
وما إذا كان للتلفزيون تأثير على المطالعة كما ذكرت الدراسات الاجتماعية الجزائرية, يقول رزاقي "تراجعت المطالعة في الجزائر ليس بسبب التلفزيون بل لأن التلفزيون لا يساهم في الترويج للكتب الثقافية الصادرة حديثا كما تفعل الفضائيات الفرنسية".
 
ويضيف أن لدى الفضائيات الفرنسية تقليدا في تقديم الكتب الجديدة ومعظم الجزائريين يتابعونها، لذا نجد المطالعة باللغة الفرنسية جيدة عكس المطالعة باللغة العربية التي تراجعت.
 
كما يرى رزاقي أن مبادرة "أيام للمطالعة" في العطلة المدرسية الشتوية جيدة لو أقيمت في عموم الولايات الجزائرية الثماني والأربعين والبلديات، لكنها بقيت محصورة في أماكن تحتاج لمواصلات خاصة فيصعب على عامة الأطفال التنقل إلى قصر الثقافة أو مسرح الهواء الطلق.
 
يذكر أن الجزائر كانت عاصمة للثقافة العربية عام 2007 وأقرت طباعة ألف عنوان، ومع نهاية العام كانت حصيلة الكتب المطبوعة نحو ثمانين عنوانا.
المصدر : الجزيرة