انحسار للأعمال الدرامية المعاصرة وحضور للعقال والطربوش

الدراما السورية

 

نغم ناصر- دمشق

أثارت الدراما السورية بمواضيعها المطروحة في شهر رمضان المبارك حفيظة بعض المثقفين والنقاد في ظل التحديات التي تواجه هذه الدراما رغم انتشارها العربي، فلم تعد مقولة سحبها للبساط العربي تتردد في أوساطهم لأنهم يعتبرون هويتها مهددة بالإلغاء.  

فانحسار الأعمال المعاصرة أمام حضور الأعمال البدوية والشامية أثار استياءً واسعًا، وعن ذلك تحدث الروائي والناقد خليل صويلح "فالدراما السورية التي تطرح بمواضيعها التنوير والحداثة تحولت أسيرة لسياسة إنتاجية تتحكم في مسارها الدرامي فهناك رأس مال غير محلي يتحكم في الذائقة الشعبية".

وأشار إلى أن رأس المال السلفي الذي تحكم في الصحافة المكتوبة يتجه الآن للدراما ليتحكم في الكتابة المرئية، "فبعد موجة الفنتازيا التاريخية التي تلغي الزمان والمكان ظهرت الأعمال الشامية والحارات المغلقة المجردة من ثقافتها لتدخل هذا العام المسلسلات البدوية بقوة".

undefined

ويضيف مستغربا "أنا أصولي بدوية ولا أعتقد أن المجتمع البدوي لديه قضايا ساخنة لطرحها على التلفزيون فمجتمعنا السوري متطور وننتمي لحضارة المتوسط وأرفض أن تلغى هويتنا بهذه النتاج الدرامي".

الطربوش والعقال
ويضيف ساخرا أن ما تشهده الساحة الدرامية هو صراع بين الطربوش والعقال، أما حاسرو الرأس ممن يصفهم بأبناء اللحظة الراهنة بكل كابوسيتها وظلاميتها ومشكلاتها "فليس لهم مكان في هذا الفضاء المتخيل فهؤلاء نتاج ثقافة الفرنجة وينبغي نفيهم خارج الحارة أولا ثم دفنهم تحت رمال الصحراء إلى الأبد".

وبدوره يقول الكاتب نجيب نصير إن مسلسلات مماثلة هي تجارب فاشلة لأنها لا تطرح مفهوم الدولة الحديثة بل تقوم بتبسيط المجتمع وتهميش واقعه مضيفا "ربما أكون متشائما ولكنني أعتقد أن الدراما السورية لا تنوي الحفاظ على تميزها".


 خليل صويلح: رأس المال الخارجي يتحكم في مواضيع الدراما السورية (الجزيرة نت)
 خليل صويلح: رأس المال الخارجي يتحكم في مواضيع الدراما السورية (الجزيرة نت)

ويرفض هاني السعدي كاتب المسلسل البدوي "صراع على الرمال" مصادرة الأعمال قبل نهاية عرضها "فالفن ليس حكرا على مرحلة واحدة تمر بها البشرية وليس بالضرورة أن تطرح جميع المسلسلات مفهوم الهوية العربية وقضاياها".

السعدي يستغرب
السعدي يستغرب وصف رأس المال العربي بأنه رأس مال خارجي يتحكم في الدراما السورية، ويشير إلى أن "صراع على الرمال" قصة قدمها له الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وقام هو بمعالجتها دراميا نافيا أن يكون قد بنى السيناريو على قصيدة كما يشاع.

الشارع السوري افتقد بدوره الأعمال المعاصرة وتحدث بعضهم عن ندرتها مقارنة بالأعوام السابقة، ويقول الكاتب خالد خليفة إن انحسارها هذا العام  شكل ظاهرة مؤسفة إلا أنه يجد الأعمال البدوية والشامية جزءا من الحياة العربية ويعتبر الموقف السلبي تجاهها مبالغا فيه، "فالتنوع الدرامي مطلوب وأنا أثق بالدراما السورية وأشكك في فقدانها هويتها لأنها تجاوزت سابقا أزمات عدة وأومن بقدرتها على تطوير ذاتها".

المصدر : الجزيرة