مهرجان لمسرح العرائس في إيران

 

يختتم في العاصمة الإيرانية طهران السبت القادم مهرجان مسرح العرائس الذي تشارك فيه بلدان عدة من أبرزها كندا وإيطاليا والنمسا وروسيا وروسيا البيضاء وهولندا وطاجيكستان إضافة إلى إيران.

 

وقد تنوعت العروض بين عروض الخشبات والشوارع والفضاء المفتوح والورش.

 

وبرزت الهند كدولة مميزة في المهرجان على صعيد  العروض المقدمة. وقال جاك ترودو مدير الاتحاد العالمي لمسرح العرائس -الذي يضم 60 مؤسسة تعنى بمسرح العرائس حول العالم- للجزيرة نت إن الهند سبقت الثقافات الأخرى بجعل هذا الفن ثقافة وطنية.

 

وأضاف أن الهنود دأبوا على صناعة عروس ضخمة باسم "بوتلش" وتقديمها في الاحتفالات الدينية لتصوير الصراع بين العالمين المادي والروحي.

 

ويؤكد ترودو أن مسرح العرائس الهندي أثر بشكل كبير على المسرح الكندي خاصة في غرب كندا التي تشهد تطورا في هذا النوع  من الفن واحتفلت مؤخرا بالذكرى المئوية الأولى لتأسيس أول شركة لمسرح العرائس في كيبك.

 

ويرجع ترودو تاريخ مسرح العرائس في أوروبا إلى فترة كريستوفر كولومبوس حيث إن أحد مرافقيه كان يصطحب دائما عروسا تحركها الخيوط، كما أن الفلاحين الذين كانوا يقطعون الأخشاب كانوا يصنعون عرائس بأرجل وأيد خشبية ويوظفونها في احتفالاتهم الموسمية.

 

" فن العرائس قديم حيث كان الفلاحون في الماضي يصنعون عرائس بأرجل وأيد خشبية ويوظفونها في احتفالاتهم الموسمية   "

وقد شهد هذا الفن انطلاقته بشكل مسرحي في أوروبا في القرن التاسع عشر.

 

وقدم الفنان الهولندي نيل وندرليندن في ورشته تعريفا بعدد من تجارب مسرح العرائس في بلدان عدة، وأشار إلى أن الإقبال على هذا الفن في الصين يتعاظم يوما بعد يوم وأن جمهور مسرح العرائس في الأغلب من فئة الصغار لكن التقليدي منه يحظى بمتابعة الكبار وإعجابهم.

 

وقال وندرليندن إن المناخ والطبيعة يؤثران بشكل كبير على شكل هذا الفن وموضوعاته. وبيّن للجزيرة نت أن فيتنام لديها ما أسماه بمسرح العرائس المائي، وقال إن طقس هذا البلد وموقعه الجغرافي أثرا على هذا الفن الذي تطور -برأي وندرليندن- في حقول الأرز.

 

ونوه إلى العلاقة الوثيقة بين هذا الفن والدين في دولة مسلمة كإندونيسيا، وعلى الرغم من تأثير الثقافة الهندية على مسرح العرائس الإندونيسي في بداياته فإنه استطاع مع الزمن أن يطور علاقة متوائمة مع الدين الإسلامي.

 

ووصف أوبرا "رستم وسهراب" التي قدمها مسرح العرائس الإيراني واستقاها من الأدب الفارسي القديم بأنها حدث درامي مؤثر وجذاب.

 

كما تضمن المهرجان ورشة بعنوان "مسرح المستشفيات"، وقدمت مجموعة من فناني مسرح العرائس تجارب العرض للأطفال المرضى الذين يرقدون على أسرة الشفاء.

ودللت التجارب المعروضة على قدرة هذا الفن على التخفيف من آلام المرضى وقدرته على الانتقال من خشبات العرض والوصول إلى أماكن عدة.