الواينج.. مسرح خيال الظل بنكهة إندونيسية

صورة من الواينج... مسرح خيال الظل بنكهة اندونيسية - الجزيرة نت
خيال الظل وسيلة دعوية وتربية روحية في إندونيسيا (الجزيرة نت)
 
 محمود العدم-جاكرتا
                                                                       
يعتبر مسرح خيال الظل أو ما يعرف في اللغة المالاوية بالواينج, من أهم الفنون التقليدية الشهيرة في إندونيسيا, لدرجة تخصيص كليات لتدريسه في عدة جامعات إندونيسية, يُمنح الدارسون فيها الدرجات العلمية.
 
وزاد من أهمية هذا الفن استخدامه من قبل الدعاة الإندونيسيين الذين اشتهروا بلقب الأولياء التسعة في القرن الخامس عشر, وسيلة دعوية لنشر التعاليم الإسلامية بعد أن هذبوه وخلصوه من كل المفاهيم التي تتنافى مع الإسلام, حيث غيروا الصور المستخدمة فيه, إضافة إلى تغيير المضامين الفكرية والأخلاقية للعروض بعد أن كانت في أول عهدها طقوسًا دينية تهدف لاستحضار الأرواح.
 
وأوضح السكرتير العام للكلية الوطنية لتعليم الواينج في جاكرتا صالحين رئيس، أن دارسين كثيرين يأتون لدراسة هذا الفن من خارج إندونيسيا بحثًا عن المعاني الروحية في الثقافات واللغات القديمة, كما أن منظمة اليونسكو منحت هذا الفن "جائزة الفن اللساني غير المادي" عام 2003, تقديرًا لدوره في نشر الأخلاق والمعاني الروحية.
 
وأبدى صالحين خلال حديثه مع الجزيرة نت ثقته بأن هذا الفن سيتطور "وأنه ليس هناك خوف من طمسه، بل إن أعداد الراغبين في تعلمه في ازدياد, وهم الذين يشعرون بالملل من المادية الطاغية", مضيفًا أن هذا الفن يحكي سيرة الحياة، وتقوم فلسفة استخدام الظل فيه على أنه ظل للبشر أنفسهم يحمل صفاتهم.
 
فن وفلسفة

أحيانا تستمر عروض المسرحية الواحدة ليلة كاملة (الجزيرة نت)
أحيانا تستمر عروض المسرحية الواحدة ليلة كاملة (الجزيرة نت)

وكما هو الحال في مسرح خيال الظل في ثقافتنا العربية يعتمد الواينج على استخدام شخوص جلدية أو كرتونية كاريكاتيرية, وتحريكها بين مصدر ضوئي وشاشة بيضاء, حيث تسقط على هذه الشاشة ظلال الشخوص المصممة وتظهر ألوانها ونقوشها، ويسمى الشخص الذي يحرك هذه الدمى "الدالانج".

 
وتجتمع في فن الواينج الفلسفة والمسرح والموسيقى والنقش والرسم, إضافة إلى الفنون الأدبية كالقصة والشعر, ومن بين التعاليم التي تشتهر في هذا الفن أن الحق يهزم الباطل, وضرورة الكفاح من أجل حياة أفضل.
 
يشار إلى أن مدة بعض عروض هذا الفن تصل إلى ليلة كاملة, يتناوب فيها الممثلون ومحركو الدمى الأدوار, كما يصاحب هذه العروض غناء ورقصات تقليدية تساهم في ترسيخ المعاني التي ترد في العرض, وأشهرها وايانج
جلد بوروا, ووايانج غوليك. 
المصدر : الجزيرة