مكتبة خسرو بك ديوان تاريخ البوسنة

الجزيرة نت / جانب من المخطوطات

في مكتبة خسرو بك كنوز من الكتب والمخطوطات القديمة (الجزيرة نت)

 
إبراهيم القديمي-سراييفو
 
تمثل مكتبة خسرو بك ذاكرة الشعب البوسني لكونها تضم خلاصة إنجازاته الثقافية والحضارية متمثلة في كم هائل من المخطوطات القيمة يصل إلى 10 آلاف مخطوطة بلغات عديدة، يعود تاريخ بعضها إلى ألف عام، وهي بذلك تأتي في مصاف كبريات المكتبات التراثية في أوروبا.
 
تاريخ المكتبة
 لقطة علوية لمبنى المكتبة الجديد (الجزيرة نت)
 لقطة علوية لمبنى المكتبة الجديد (الجزيرة نت)

وتتنوع مضامين المخطوطات الموجودة في المكتبة، فبالإضافة إلى العلوم الإسلامية هناك مخطوطات في الطب والصيدلة والطب البيطري والرياضيات وعلم الفلك والفلسفة والمنطق والتاريخ واللغة والأدب.

 
وقد تأسست المكتبة عام 943 هجرية (1537 ميلادية) على يد والي البوسنة خسرو بك الذي جعلها وقفا لطلاب العلم، واستمرت كذلك إلى يومنا هذا.
 
وحسب مدير المكتبة مصطفى ياهيتش فإنه من الصعوبة بمكان تحديد ما كانت تحتويه المكتبة في الأيام الأولى من تأسيسها نظرا للمحن والويلات التي مرت بها سراييفو خلال أربعة قرون من حرائق وفيضانات وحروب، وخاصة ما أصابها أثناء العدوان الذي شنه النمساوي أوغين سافويسكي عام 1697 حيث نهب عددا كبيرا من مخطوطاتها. ورغم ذلك ظلت المكتبة محافظة على الكثير من كنوزها النفيسة.
 
وأضاف ياهيتش في حديثه مع الجزيرة نت أنه في حرب البلقان الأخيرة مطلع تسعينيات القرن الماضي نجت المكتبة من التدمير حيث تم تهريب كنوزها إلى مكان آمن. ويجري حاليا تشييد مبنى جديد للمكتبة يقع على مقربة من مبناها القديم.
 
وقال ياهيتش إن المكتبة تضم نوعين من المخطوطات الأول خطّه علماء بوسنيون نهلوا من العلم الشرعي في مدارس بغداد والقاهرة، والثاني عبارة عن مخطوطات إسلامية قديمة استجلبت من مكة المكرمة والمدينة المنورة والقاهرة وبغداد وإسطنبول على يد العلماء والحجاج والتجار وطلاب العلم.
 
أقدم مخطوطة

مخطوطة من كتاب الإحياء يعود تاريخها إلى عام 500 هجرية (الجزيرة نت)
مخطوطة من كتاب الإحياء يعود تاريخها إلى عام 500 هجرية (الجزيرة نت)

ويقول ياهيتش إن المكتبة تحتوي على ما يقرب من 50 ألف وحدة من المجلدات والمؤلفات والمجلات والوثائق التاريخية و10 آلاف مخطوطة قديمة كتبت جميعها باللغات العربية والتركية والفارسية والبوسنية والصربوكرواتية واللغات الأوروبية.

 
وتعد نسخة من كتاب الإحياء لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي أقدم مخطوطة فيها حيث كتبت عام 500 هجرية، وكذلك مخطوطة من كتاب فردوس الأخبار في مسور الخطاب جمعها أبو سجي شيراويح الديلمي الهمداني، ومخطوطة من كتاب الكشف والبيان في تفسير القرآن لأبي إسحاق النيسابوري.
 
وأشار ياهيتش إلى أن  المكتبة تضم عددا كبيرا من مخطوطات القرن الثالث عشر إلى القرن السادس عشر وهو ما يعطي المكتبة قيمة خاصة لاحتوائها على عدد كبير من المخطوطات، منها على سبيل المثال 15 ألف رسالة في العلوم الإسلامية  وعلم اللغات الشرقية والأدب الكلاسيكي إضافة إلى مدونة باللغات الأوروبية ويقدر عددها بـ15 ألف كتاب.
 
وعن مجموعة الوثائق الموجودة في المكتبة والمتعلقة بماضي البوسنة يقول ياهيتش إنها تصل إلى 4000 وثيقة تتعلق بسجلات المحكمة الشرعية في سراييفو، والمجموعة التاريخية للمؤلف أنور قاضيتش البالغ عددها 28 مجلدا، وتاريخ البوسنة في 4 مجلدات، إضافة إلى الصحف والمجلات الصادرة في تلك الفترة الزمنية.
 
الهوية الثقافية
واعتبر مدير مكتبة خسرو بك أن الحفاظ على هذه المخطوطات يمثل أهمية قصوى باعتباره جوهر هوية الشعب البوسني المسلم، وفي سبيل تحقيق هذه الغاية فقد تمت فهرسة الموضوعات الموجودة فيها، وبلغت 16 مجلدا من الفهارس في شكل كتاب كما تم تصويرها جميعا على مايكروفلم وسي دي عن طريق التصوير الرقمي.
المصدر : الجزيرة