خمسة أطياف تنبض بالحنين للوطن بمعرض فني بعمان

لوحة الفنان فلاح السعيدي" الجزيرة نت"
لوحات فلاح السعيدي تميل لاستخدام الرمز (الجزيرة نت)

توفيق عابد-عمان

جمعت فكرة الحنين إلى الوطن ومشاعر الأمل والفرحة وذكريات الماضي أعمال خمسة فنانين عرب في معرض "خمسة أطياف" المقام في "دار الأندي" بعمان.

حاول الفنانون الخمسة القادمون من خلفيات ثقافية وفنية ورؤى مختلفة التعبير عن البيئة وعن تلك المشاعر مستفيدين من تمازج عدة مدارس فنية.

ويضم  المعرض الذي يستمر أسبوعين 25 لوحة بواقع خمسة أعمال لفلاح السعيدي وعماد الظاهر ونجلاء الرماحي من العراق, والأردني محمد نصرالله والسوداني عبدالقادر بخيت.

وقد تمازجت في هذه الأعمال المدارس والأساليب الفنية وطغت عليها رائحة التراب وما يعرف بالألوان الحارة كالأزرق والأحمر والأصفر.

وقال السعيدي للجزيرة نت إن جميع أعماله "تنبض بالحنين والاشتياق للوطن وتستحضر الماضي وأحلام الطفولة". كما قال إن الألوان المستخدمة مستقاة من أرض العراق, مشيرا إلى أنه يميل للغموض في العمل لدفع المتلقي لاستيعاب الرموز.

وعن اللون الأزرق قال التشكيلي محمد نصر الله للجزيرة نت "اللون الأزرق يخترق عالمي كلما اتسع الفضاء بأطيافه وتلمست حرية الأشياء التي قادت لمعرفته فهو لون السماء والبحر الذي أنتمي إليه في رحم هذا الفضاء البصري وهو سر عميق أحاول التعبير عنه".

ويقر نصر الله بالاقتراب من الاتجاه الرمزي, مشيرا إلى أن أعماله ليست واقعية أو تعبيرية بل مزيج من أساليب مختلفة, ما يمنحها برأيه غموضا يساعد على الإيحاء.

لوحات عبد القادر بخيت حاولت التعبير عن البيئة السودانية (الجزيرة نت)
لوحات عبد القادر بخيت حاولت التعبير عن البيئة السودانية (الجزيرة نت)

البيئة السودانية
أما الفنان عبد القادر بخيت فيصف لوحاته بأنها تعبير تلقائي عمّا يحسه من بيئته السودانية ودعوة للمشاهد لمشاركته الفرحة. وفي الوقت نفسه انطلقت من المحلية كاستخدام رموز دالة للتمازج العربي الأفريقي بهدف الوصول للوحة عالمية.

ويستخدم بخيت ما يسمى بالألوان الحارة, حيث السودان يمتاز بالشمس الساطعة وتنوع المناخ, مشيرا إلى أنه يفيد من أكثر من مدرسة, حيث يمزج بين التعبيرية والتجريدية والرمزية ويحاول صنع رموز خاصة من التراث وتوظيفها لخدمة اللوحة المعاصرة.

وتعليقا على أعمال نصر الله قال الناقد والتشكيلي سلمان الواسطي إنها تتقاطع في أرواح وملامح وتقاسيم جغرافية المكان وفعل الزمان.

وعن لوحات فلاح السعيدي يرى الواسطي أنها توقظ مساحات زمنية تسكنها علامات من التعجب, قائلا إنه "يريد أن ينحت على جدران قلوبنا حالات استنباطية للحظة شاردة فتشكيله اللوني وخطه يبرزان عمق الحالة الفنية التي يعيشها ويتركها بصمة لا تفارق أرواحنا".

أما منحوتات عماد الظاهر فمحورها المرأة التي تعيد برأيه صياغة الكون وتسهم في زيادة الوعي الجماعي للحواس "بإيماءاتها وإيحاءاتها في ثنائية تسكن العالم والعمل الفني معا".

الوجع العراقي
من جانبها توقعت الفنانة التشكيلية عبير الخفش أن ترى الوجع العراقي في لوحات الفنانين العراقيين، فالأعمال برأيها جيدة لكنها لا تعبر عن الوضع الحالي المأساوي. وقالت بهذا الصدد "حضرت متلهفة لأرى رموزا فلم أجدها".

وتعلق الخفش على أعمال الفنان نصر الله وتقول إنها تمتاز بالنعومة والصفاء وتشعرها بالوحدة الشديدة, "لكنها تعطي الأمل". أما اللوحات السودانية فنجحت كما تقول في توصيل المعاني الشعبية والفرح والرموز التقليدية للطبيعة السودانية.

المصدر : الجزيرة