الكتاب الرقمي يزاحم نظيره المطبوع بمعرض فرانكفورت

أنتشار الوسائل الثقافية الرقمية أثار المخاوف من أندثار الكتاب المطبوع

انتشار الوسائل الثقافية الرقمية أثار مخاوف من انقراض الكتاب المطبوع (الجزيرة نت)


خالد شمت-فرانكفورت
 
استأثرت الوسائط الجديدة من الكتب الإلكترونية والمسموعة بمساحات واسعة في قاعات معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، الذي اهتمت فعالياته المختلفة بمناقشة تأثير الانتشار المضطرد لوسائل الثقافة الرقمية على مستقبل صناعة الكتاب المطبوع في العالم.
 
وخصص المعرض للثقافة الرقمية ما يزيد علي مائتين من أربعمائة فعالية متخصصة نظمها في دورته الستين المقامة في الفترة من 15 إلى 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
 
ووصل حجم الوسائط الإعلامية الجديدة كالكتب المسموعة والإلكترونية والأقراص المدمجة والإلكترونيات في فرانكفورت إلى 30% في حين بلغ حجم الكتب التقليدية المطبوعة إلى 42% من إجمالي المعروضات.
 
وعكست الزيادة الملحوظة في الكتب المسموعة المقدمة بالمعرض تنامي الإقبال علي هذا النوع من الكتب في ألمانيا. واعتبر معظم العاملين في دور النشر الدولية أن إطلاق أول كتاب إلكتروني في العالم يمثل أهم تطور في مجال النشر في السنوات العشر القادمة، وأبرز حدث في معرض فرانكفورت هذا العام.
 

الكتاب الإلكتروني المعروض
الكتاب الإلكتروني المعروض

كتاب إلكتروني


ويحمل الكتاب الجديد اسم "بي أر إس 505" و يعتبر قارئا  للكتب الإلكترونية التي تصدرها دور النشر، ويصل وزنه إلي 260 غراما وله شاشة مساحتها ست بوصات يمكن تصغيرها إلى مساحة مماثلة لشاشة الهاتف المحمول مما يجعله أشبه بمكتبة صغيرة قابلة للحمل في جيب صغير.
 
ويشابه الجهاز الجديد الكتاب التقليدي في شكله الخارجي وتصميمه الداخلي، ويعمل بنظام فائق التطور يسمى تقنية الحبر الإلكتروني، التي توفر قراءة مريحة للعين وتتيح للقارئ طي صفحات الكتاب الجديد وتدوين الملاحظات عليها وضع خطوط تحت سطورها.
 
وقالت ديزريه كوم من الشركة المنتجة للكتاب الإلكتروني للجزيرة نت إن الأوراق تتحول إلي بيانات في الجهاز الجديد الذي يتم فتحه وتقليب صفحاته بمجرد اللمس واستخدامه ككتاب مقروء ومسموع وعارض لشرائح سمعية بصرية، واعتبرت أن الكتاب الإلكتروني يعد خير رفيق مستقبلي للمولعين بالقراءة أثناء تنقلهم.
 
تصورات متشائمة
ووسعت إدارة معرض فرانكفورت من اهتمامها بقضية الثقافة الرقمية الجديدة، فأجرت استطلاعا للرأي حمل عنوان "الترقيم ومستقبل الكتاب" شارك فيه ألف شخص من زوار المعرض العاملين في صناعة النشر بثلاثين دولة.
 
وكشفت نتائج هذا الاستطلاع عن توقع 40% من المتخصصين في مجال النشر بالعالم تجاوز الدخل الصافي لنشر الكتب على الإنترنت عائدات بيع الكتب المطبوعة بحلول عام 2018.
 
واعتبر 25% من المشاركين في الاستطلاع أن متاجر الكتب الفردية في العالم ستنقرض في حين رأى 21% أن وظيفة وكالات النشر الأدبية مهددة بالزوال، وتوقع 14% مستقبلا سيئا للناشرين.
 

يورغن بوس: نشر الكتب إلكترونيا يفتح مجالات تعاون جديدة بين دور النشر وشركات الاتصالات (الجزيرة نت) 
يورغن بوس: نشر الكتب إلكترونيا يفتح مجالات تعاون جديدة بين دور النشر وشركات الاتصالات (الجزيرة نت) 

دور رائد للصين

وقال 28% من المستطلعة آراؤهم إن الصين ستصبح دولة رائدة في صناعة الكتب الرقمية، ويتضاعف تأثيرها في الأسواق العالمية في هذا المجال خمسة أضعاف، وقدر 29% فقدان الولايات المتحدة لمكانتها في سوق التقنيات الثقافية الرقمية بعد خمس سنوات.
 
ورأى أغلب المشاركين في الاستطلاع أن نشر الكتب إلكترونيا يفتح مجالات تعاون جديدة بين دور النشر، وشركات الاتصالات والهواتف المحمولة وصناعة الأفلام والموسيقى والألعاب الإلكترونية.
 
واعتبر مدير المعرض يورغن بوس أن أبرز ما كشفت عنه الدراسة هو تأثير التقنية على جميع مجالات النشر بشكل قوي خلال السنوات القادمة، وحاجة دور النشر للتعامل مع هذا التحدي بالبحث عن شركاء جدد في الأسواق الواعدة كالصين.
 
وأشار في تصريح للجزيرة نت إلى أهمية تأكيد شريحة من الذين استطلعت آراؤهم على دور الكتاب التقليدي بالرغم من التطورات التقنية المتلاحقة. 
المصدر : الجزيرة