الجزيرة الوثائقية تتساءل بالصورة عن رسالة الراحل العقاد

صور خاصة بمصطفى العقاد

مصطفى العقاد إلى جانب الممثل البريطاني أوليفر ريد (الجزيرة نت-أرشيف)

تبث قناة الجزيرة الوثائقية قريبا باكورة إنتاجها الداخلي متمثلا في فيلم يتناول المسار الفني والرسالة الحضارية للمخرج العالمي مصطفى العقاد الذي ارتبط اسمه في أذهان الملايين بفيلم "الرسالة".

وسيعرض الفيلم الذي يحمل عنوان "هل تستمر الرسالة؟" عدة مرات خلال الأسبوع الأول من يناير/ كانون الثاني المقبل، مسلطا الأضواء على جوانب كثيرة من حياة العقاد، السوري الأصل الأميركي الجنسية، الذي قضى أواخر 2005 في هجوم على فندق بالعاصمة الأردنية.

وتنبع فكرة الفيلم من كون الراحل قدم إسهامات متميزة في المجال السينمائي العربي أصبحت جزءا من الذاكرة السينمائية العالمية مثل أفلام "الرسالة" و"عمر المختار: أسد من الصحراء" و"هالويين".

وقد لعبت أفلام العقاد المثيرة للجدل من حيث جدية الطرح وبلاغة الأسلوب وقوة وجمالية الصورة دورا كبيرا في إبراز الملامح المضيئة لبعض الحلقات من تاريخ الحضارة الإسلامية.

(تغطية خاصة)
(تغطية خاصة)

عمق ورؤية
ويذهب فيلم "هل تستمر الرسالة؟" أبعد من عرض بيوغرافي لحياة الراحل وينفذ إلى عمق شخصيته من خلال إبراز رؤيته للعالم ومدى قدرته على مخاطبة الغرب بسلاح الإعلام الذي يعتبره العقاد "أفتك من سلاح الدبابات".

ويعتبر الفيلم أن العقاد يمثل مدرسة أسست لمفهوم جديد للسينما العربية باستلهام التاريخ واستشراف المستقبل، وذلك من خلال تجسيد الشخصيات العربية والإسلامية بإسقاط معاصر.

وقد تمكن العقاد من الوصول لهوليود لتحقيق رسالة نبيلة، وهي معالجة موضوعية للأحداث التاريخية برؤية يمتزج فيها الشعور بالانتماء والفن، وقد تأتى له ذلك بالعمل مع كبار نجوم هوليود من أمثال أنتوني كوين وأرينا باباس وأوليفر ريد.

إلى جانب ذلك كله يسلط الفيلم الوثائقي الضوء على محطات مثيرة أثرت في إبداع العقاد، وقد تأتى ذلك من خلال إثرائه بشهادات حية لمصطفى العقاد كان قد أدلى بها قبل ثلاثة أشهر من رحيله.

وتسهم تلك الشهادات التي لم تعرض من قبل في النفاذ إلى عمق شخصية الرجل والمؤثرات التي بلورت رؤاه التجديدية في مجال السينما. كما يتضمن الفيلم شهادات شخصيات فنية تحدثت عن مشروع "العقاد المدرسة" بينها منى واصف ودريد لحام.

كما يعرض الفيلم الوثائقي الحيثيات المرافقة لإنتاج فيلم "الرسالة" وما واجهه من مشاكل قبل عرضه، مسلطا الضوء على جرأة الفيلم وطرحه الشجاع لقضايا تعد من المسكوت عنه.

ولا يتوقف الفيلم عند إنجازات العقاد الراحل فقط بل تناول أيضا بعض أحلامه الكبرى التي لم يكتب له النور، كمشروع فيلمه عن "صلاح الدين الأيوبي" الذي كان سيشكل حلقة أخرى في عقد مفعم بالروح الإيجابية والاعتزاز بالثقافة والهوية العربية وتاريخ الحضارة الإسلامية.

المصدر : الجزيرة