ظاهرة الأغاني الدينية ودور الفن في بناء المجتمع

هل بدأت مرحلة جديدة من الأغاني الدينية؟

بدر محمد بدر-القاهرة
بدأت ظاهرة جديدة تغزو أسواق الغناء في الآونة الأخيرة, وهي ظاهرة إنتاج الأغاني والأدعية الدينية, وبخاصة من المطربين الشبان.

هذه الظاهرة بدأت تلقى رواجا ملحوظا, ليس فقط على مستوى الأغاني الفردية, بل صدرت ألبومات غنائية دينية, لعل أحدثها ما صدر في القاهرة قبل أيام للمطرب الشاب تامر حسني, بعنوان "الجنة في بيوتنا".

الألبوم الجديد يضم 15 أغنية ودعاء ديني, وهو ما ينظر إليه البعض على أنه يدشن مرحلة جديدة من ألبومات الأغاني الدينية, التي أقبل عليها الجمهور بدرجة دفعت أحد منتجي الألبومات الغنائية, وهو المنتج القبطي نصر محروس, لإنتاج شريط تامر حسني الديني دون تردد.

الجديد في التجربة التي يخوضها الفنان حسني, أن الدافع لعمل الألبوم ليس العاطفة الدينية وحدها, وأيضا ليس البعد التجاري, ولكنه كما يقول يحمل رسالة اجتماعية ويسعى إلى خلق مشروع اجتماعي متكامل, بالتعاون مع الداعية المعروف عمرو خالد, الذي يحمل الألبوم نفس الاسم لبرنامج قدمه خالد في أكثر من فضائية في شهر رمضان الفائت.

تأثير الداعية عمرو خالد وغيره من الدعاة الإسلاميين, يتسع ليشمل عددا كبيرا من المطربين والمطربات الجدد, الذين اتجه بعضهم للتخصص في الأغاني الدينية, خصوصا بعد نجاح الفنان البريطاني من أصل أذربيجاني سامي يوسف في هذا اللون الغنائي, بينما فضل الكثيرون تقديم الأغاني الدينية والأناشيد والأدعية جنبا إلى جنب مع ألوان الغناء الأخرى.

وبمتابعة أي قناة فضائية غنائية, وبخاصة في المناسبات الدينية, يدرك المشاهد أن هناك عددا كبيرا من المطربين والمطربات, قدموا الكثير من الأغاني والأدعية الدينية.

ومن بين هؤلاء إيمان البحر درويش وهشام عباس ومصطفى قمر ومحمد الحلو وعلي الحجار ومنى عبد الغني وأصالة نصري ومجد القاسم وعمرو دياب ولؤي, وحتى المطربان الشعبيان شعبان عبد الرحيم وسعد الصغير قدما أغان وأدعية دينية.


undefinedجوانب متعددة
ومن اللافت للنظر أن الأغاني الدينية للمطربين الشبان, لم تقتصر على الجانب الإيماني العاطفي فقط, بل اتسعت وتنوعت لتشمل جوانب سياسية واجتماعية وأخلاقية وتجارب إنسانية.

وبعضها يخاطب الأمة الإسلامية ككل, أو يخاطب الأحرار في العالم, أو يستنهض الشعوب والأفراد, وبخاصة مع ظهور بعض المشكلات والقضايا المثيرة للغضب مثل احتلال العراق وما يجري في فلسطين وأفغانستان.

كما يرصد العديد منها ردود الفعل المستنكرة للإساءة الدانماركية للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في رسوم الكاريكاتير أو في تصريحات بابا الفاتيكان، والتي عبر عنها الفنانون ومن بينهم إيهاب توفيق بإصدار ألبوم غنائي ديني بعنوان "إلا رسول الله".

واجب الفنان
المفكر الإسلامي محمد عمارة رحب بانتشار الأغاني الدينية معتبرا أنها تغرس القيم والمبادئ والأخلاق في المجتمع المسلم, ورأى أن الصحوة الإسلامية التي تنتشر في كل أنحاء العالم الإسلامي, وصبغت الكثير من المجالات, وأثرت في الكثير من المستويات, ليس غريبا ًعليها أن تؤثر في قطاع الفن والغناء.

ويقول عمارة للجزيرة نت إن واجب الفنان المسلم, الذي يحترم دينه وعقيدته أن يقدم الفن الراقي الإيجابي, الذي يساهم في نهضة المجتمع الإسلامي, ويؤدي إلى ارتقاء الذوق والأخلاق والسلوك.

المصدر : الجزيرة