لوموند تهزم لوفيغارو في معركة الصحافة المجانية

شعار صحيفة ليموند الفرنسية
خاضت الصحيفتان الفرنسيتان الشهيرتان لوموند ولوفيغارو سلسلة مناورات لاقتحام سوق الصحافة المجانية التي أثبتت نجاحا وحققت أرباحا أغرت كليهما بالإقدام عليها, لتحسم لوموند المعركة لصالحها حتى الآن بعد أن تعمد الطرفان لفترة غير قصيرة التلميح بنشر يومية مجانية للحيلولة عمليا دون إقدام الطرف الآخر على الخطوة.
 
فقد توصلت لوموند وفانسان بولورو ناشر المسائية المجانية ديركت سوار إلى اتفاق لإصدار يومية مجانية بالاشتراك مع سلسلة الصحف المجانية المحلية (فيل بلوس), مستغلين حاجة الأخيرة لجهة تعاونها في إصدار هذه النوعية من الصحف بالعاصمة باريس لتستكمل حلقات سلسلة إصداراتها المتخصصة بهذا المجال كمارسي بلوس وليل بلوس وليون بلوس وبوردو بلوس.
 
وجرى إصدار سلسلة فيل بلوس من الصحف المجانية المحلية التي تلقى رواجا ملحوظا لمواجهة انتشار صحيفتي مترو و20 مينوت خارج العاصمة.
 
ويتم الإصدار عادة بالاشتراك مع صحف يومية غير مجانية, فهناك لا بروفانس التي تصدر مارسي بلوس بالتعاون مع مؤسسة هاشيت، وليون بلوس التي تصدرها لوبروجريه، وبوردو 7 التي تصدرها سود وست.
 
لوفيجارو تتراجع
واتضح أن دخول لوموند التحرك الفعلي بالمبادرة منع لوفيغارو من المضي قدما في مشروع كانت ألمحت له بعد طول ترقب بالاشتراك مع القناة التليفزيونية الفرنسية ( أم 6 ).
 
وذكر مراقبون أن التحسب الشديد الذي ساد لدى لوموند ولوفيغارو قبل المضي قدما في المشروع يعود إلى الاهتمام بـ"الربحية التي يمكن أن تحققها الإعلانات" خاصة أنه لا عائد من التوزيع.
 
وحدث منذ شهور مضت أن تباحثت إدارات دور النشر والصحافة هاشيت ولوموند ولوفيغارو لتقتحم سويا عالم الصحافة المجانية التي تلقى نجاحا في فرنسا وأوروبا، لكنهم لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق.

عائد ملائم
وتحقق لوموند فائدة مزدوجة من مشروع الصحيفة الجديدة، إذ يمكنها أن تستثمر على نحو أفضل مطابعها ذات الإمكانيات العالية والتي لا تحقق عائدا اقتصاديا ملائما نظرا لأن كم ما تطبعه حاليا يقل عن طاقتها الطباعية.

 
وأوضحت لوموند أنها ستتولى الجانب التحريري من المشروع الجديد على أن يعهد لبولورو بالجانبين الإعلاني واللوجيستي.
 
وأرجعت التقارير حماس فيل بلوس للاستثمار مع لوموند على حساب لوفيغارو إلى أن الأخيرة -التي يمتلكها الملياردير سيرج داسو صاحب النصيب الأكبر من مصانع داسو للطيران الحربي- باعت مؤخرا العصب الرئيسي لما كانت تمتلكه من صحف محلية آلت إليها من مجموعة إيرزو.
 
كما عزز اتجاهها نحو لوموند امتلاكها صحيفة ميدي المحلية وهي في سبيلها لشراء صحف محلية أخرى مثل لا بروفانس ونيس ماتان عبر شركة تؤسسها لهذا الغرض مع مؤسسة هاشيت.

ــــــــــــ
المصدر : الجزيرة