ارتفاع الأصوات المنادية بمقاطعة فيلم شفرة دافنشي بالفاتيكان

-

دعا أحد مساعدي البابا بنديكتوس الـ16 إلى مقاطعة فيلم "شفرة دافنشي" (The Da Vinci Code) المستوحى من رواية دان براون الواسعة الانتشار.
 
ووصف الأسقف أنجيلو أماتو أمين سر مجمع العقيدة والإيمان الذي تولى البابا  مسؤوليته حتى أبريل/ نيسان 2005 ورواية دان براون بأنها "رواية معادية للمسيحية بشكل شاذ". وانتقد أماتو في مؤتمر نظمته جامعة الصليب المقدس الحبرية ما تضمنه الكتاب من "أخطاء وتشهير وإهانات" ضد الكنيسة.
 
وأضاف "لو وجه ذلك التشهير والإهانات والأخطاء إلى القرآن أو المحرقة اليهودية (الهولوكوست) لتسبب الأمر وعن حق في استنكار عالمي, فقط عندما توجه الإهانات إلى الكنيسة والمسيحيين تبقى دون عقاب".
 
واعتبر أماتو أثناء المؤتمر الذي تشرف عليه جمعية "أوبوس داي" (صنع الله) الكاثوليكية المحافظة, أن نجاح رواية دان براون يعود إلى "الفقر الثقافي الشديد" لعدد كبير من المسيحيين. واستنفرت أوبوس داي التي تثير عددا من علامات الاستفهام بسبب طريقة عملها غير الشفافة, كل شبكاتها مع اقتراب موعد عرض الفيلم في صالات السينما لمحاولة دحض ما تطلق عليه حقائقه الكاذبة.
 
وفي مارس/ آذار 2005 دعا عضو آخر في مجمع العقيدة والإيمان هو الكاردينال الإيطالي تارسيسيو برتون كل الكاثوليك إلى "عدم قراءة أو شراء" كتاب شفرة دافنشي".
 
مؤامرة غامضة

undefinedويتعامل كاتب ومخرج شفرة دافنشي وهو من أفلام الخيال العلمي بشكل متحرر مع التاريخ من خلال الإشارة إلى مؤامرة غامضة تشترك فيها جمعية أوبوس داي, للتعتيم على وجود نسل للمسيح من مريم المجدلية. ومن المتوقع أن يعرض الفيلم منتصف مايو/ أيار المقبل.
 
وقال أماتو "ينبغي على المسيحيين أن يكونوا معنيين أكثر برفض الكذب والتشهير المجاني في مواجهة مثل هذه الحالات", مستشهدا بمقاطعة الكاثوليك الأميركيين لفيلم "الرغبة الأخيرة للمسيح" (The Last Temptation of Christ) للمخرج مارتن سكورسيزي.
 
ويصور فيلم سكورسيزي الذي أثار مظاهرات ودعاوى قضائية في العالم أجمع قصة مسيح يشعر بالتردد مع اقتراب أوان منيته في متابعة مهمته الإلهية الطابع, ويفكر في العيش كإنسان عادي وممارسة الجنس مع مريم المجدلية.
 
قصة الرواية
undefinedيشار إلى أن مبيعات رواية شفرة دافنشي تجاوزت عشرة ملايين نسخة في غضون أشهر.
 
واعتمد كاتبها دان براون على تاريخ الفن والعقائد لصنع عمل مدو كان وقعه على العالم المسيحي الغربي وقع القنبلة، ما دفع كرادلة في الفاتيكان لانتقاد الرواية علنا متجاهلين محاولات المؤلف لتبرئة الكنيسة المعاصرة من ارتكاب جرائم دموية واغتيالات كتلك التي أثبتها تاريخ العصور القديمة والمتوسطة وقوعها.
 
ويفترض دان براون في روايته أن "رهبانية زيون" التي ثبت وجودها التاريخي بالوثائق، ما هي إلا امتداد حديث لجمعية "فرسان المعبد" التي أنشئت عام 1099 ميلادية، أثناء الغزوة الصليبية الأولى التي ذهبت إلى بيت المقدس لتغتصبه من المسلمين. وتكمن أهمية هذه الجمعية في الأدبيات المسيحية في أنها عثرت -حسب ما يزعم- على الكأس التي شرب منها المسيح في العشاء الأخير، ثم جمع فيها تلاميذه دمه.
 
تلك الكأس أخفاها فرسان المعبد بعد أن أحضروها من بين أنقاض ما يطلق عليه "هيكل سليمان" منذ القرن الـ12, في مكان بأوروبا، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف عمليات البحث عنها لأن من يعثر عليها تكون له سلطة أقوى من سلطة الفاتيكان، وهذا البحث المستمر عن الكأس هو محور الرواية، مع فارق أن الكاتب يحيل الكأس إلى المستوى الرمزي.
المصدر : وكالات