فئة الشباب غائبة عن أولويات المسرح الفلسطيني

منظر عام من رام الله - فلسطين ( الجزيرة)



منى جبران-القدس

لا يعير المسرح الفلسطيني اهتماما كبيرا للمكون الشبابي الذي هو بمثابة حلقة تعبير عن وجهة نظر ومشاكل وهموم فئة كبيرة من المجتمع الفلسطيني.

ويمثل ذلك مشكلة لدى الشباب الذي يتوجه إلى قاعات المسرح حيث يجد العروض بعيدة عن همومه وهو ما يبقيه بعيدا عن الحركية المسرحية التي تعرفها البلاد.

ولملء هذا الفراغ تقوم سوى نقارة -وهي فنانة معروفة قدمت عددا من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية- بتنظيم دورات صيفية وورشات مسرحية من خلال المدارس والمخيمات الصيفية، والهدف من تلك الدورات هو اكتشاف مواهب الشباب المسرحية والفنية.

ومن خلال تلك الدورات تكتشف نقارة الكثير من المواهب الشبابية ممن لديهم طاقة كبيرة يستطيعون من خلالها معرفة الذات والتعبير عنها وتقبل الآخر.

عزلة اجتماعية
وتلاحظ نقارة أن الشباب يعيش في عزلة في المجتمع في ظل عدم اهتمام المؤسسات والوزارات والمراكز المسؤولة بهذه الفئة، مما يدفع الشباب إلى التوجه إلى أعمال خارجة عن نطاق المجتمع. وتؤكد الفنانة نقارة أن الموهبة الشبابية موجودة عندنا لكن مسرح الشباب غير موجود.

أما الكاتب جميل السلحوت وهو من المهتمين بالنقد المسرحي فيقول إن هناك عروضا مسرحية للأطفال، أما بالنسبة للشباب ففاقد الشيء لا يعطيه، فنحن في الأراضي الفلسطينية نعيش ظروفا استثتائية لا نتمنى لغيرنا من الشعوب أن تعيشها.

وأضاف السلحوت أن الإبداع الثقافي في فلسطين بمثابة نحت في صخر شديد الصلابة، ويعتمد في الدرجة الأولى على جهود فردية تستهلك وقت وصحة المبدع دون أي مردود، ومسرح الشباب يحتاج إلى جهد وتمويل وقاعات عرض وحركة للمسرحيين ولجمهور المسرح.

ويخلص إلى أن مسرح الشباب معدوم في فلسطين ولا يتعدى كونه "سكيتشات" قصيرة تأخذ الطابع الكوميدي والموسمي في بعض الاحتفالات، وهذا أيضا لا يشكل ظاهرة تستحق الدراسة.

خطة كاملة
أما المخرج كمال باشا فقد أعرب عن قلقه لعدم وجود مسرح للشباب في فلسطين يساعدهم على التأقلم مع التركيبة اليومية الحياتية، حيث أن هناك تجارب لمسرحيات من قبل مخرجين ومسرحيين ليست ضمن مسرح شبابي مثل تجارب أيام المسرح التي قام بها الفنان عامر خليل.

وأشار الباشا إلى ضرورة أن تكون هناك خطة عمل كاملة تحمل في طياتها موضوعات للشباب تخدمهم في حياتهم وتعرفهم في نفس الوقت على مفهوم المسرح.

وأضاف أن إنشاء مسرح للشباب يحتاج إلى دولة ووزارة شباب ولأندية ومراكز مسؤولة عن الشباب، وهذا يصعب توفيره في بلادنا نظرا للتقصير الكبير من المؤسسات الرسمية والشعبية.

كما لاحظ الباشا غياب إشارات توحي بأن هناك اهتماما بهذه الفئة من المجتمع رغم وجود مسرحيات تعرض في المسرح يستطيع الشباب مشاهدتها، ولكنها لا تخدم مشاكلهم.

ويعتقد الفنان عبد السلام عبدو العامل في مسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي سابقا) أنه يجب جذب الشباب إلى المسرح وإدماجهم فيه من خلال المدارس والأندية بدلا من انصرافهم للتلفزيون والدردشات على مواقع الإنترنت.
_______________
مراسلة الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة