العلاقة بين الرواية والتاريخ في ملتقاها الإبداعي الرابع بالقاهرة

نجيب محفوظ
بدأت اليوم السبت بدار الأوبرا المصرية فعاليات ملتقى القاهرة الثالث للإبداع الروائي العربي بمشاركة حوالي 200 روائي وناقد ومؤرخ يمثلون 20 دولة عربية وأجنبية وذلك تحت عنوان "الرواية والتاريخ".
 
وقد افتتح كلمة الملتقى الروائي المصري نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل في الآداب ألقاها نيابة عنه الكاتب المصري يوسف القعيد أشار فيها إلى علاقاته مع الرواية، موضحا أنه وجد نفسه في هذا النوع من العمل الأدبي.
 
وأضاف محفوظ أنه كتب ثلاث روايات متأثرة بالتاريخ الفرعوني وكان لديه مشروع لكتابة التاريخ المصري روائيا على غرار كتابات سير والتر سكوت في رواياته في القرن التاسع عشر عن تاريخ أسكتلندا، مشددا على أن العلاقة بين الرواية والتاريخ وطيدة وأن هناك جزءا من التاريخ لم يكتبه المؤرخون.
 
وتابع أن هموم الحاضر المصري في أربعينيات القرن العشرين صرفته عن كتابة روايات تاريخية ولكنه أشار إلى حضور التاريخ في اهتماماته حتى عندما اتجه إلى الكتابة للسينما التي كتب لها سيناريو فيلمين تاريخيين هما "الناصر صلاح الدين" و"مغامرات عنتر وعبلة".
 
من جانبه نوه الكاتب الألماني شتيفان فايدنر في كلمة ألقاها نيابة عن الباحثين الأجانب إلى أهمية مثل هذا الملتقى كإحدى الحلقات في سلسلة حوارات تهدف إلى التفاعل الثقافي والتواصل بين الحضارات بعد أن خبر العرب حقيقة الانفتاح على الآخر, على حد قوله.
 
كما دعا الباحثون العرب في كلمتهم إلى معايشة ما وصفوه بالهم الكبير في العالم العربي شرقا وغربا، حاثين على الاهتمام بقضايا تتجاوز حدود الفرد باعتبار أن التاريخ تصنعه المجتمعات.
 
وفي أولى جلسات الملتقى أشار الكاتب اللبناني رفيف رضا صيداوي في بحثه "بين رواية التاريخ والرواية كتاريخ" إلى وجود تحول في فهم التاريخ أسهم في تشكيل رافد أساسي من بين الروافد التي تصب في الرؤية الإبداعية للرواية الحديثة.
 
كما أيد مقولة أن "الرواية تاريخ والتاريخ رواية" مشيرا إلى أن المنظور التاريخي يبقى هو المعيار الذي يجعل من كل نص روائي إبداعي رواية تاريخية كما يجعل من التاريخ رواية.
 
ويناقش الملتقى في 35 جلسة بحثية محاور منها "الرواية بين التاريخ والأسطورة" و"حدود حرية الروائي في التعامل مع وقائع التاريخ وأحداثه" و"تحولات الرواية التاريخية في الأدب العربي" و"تحديد ماهية الرواية التاريخية" و"اليهودي في التخييل الروائي العربي خارج فلسطين".
 
ويشارك في الملتقى نقاد منهم الإيطالية إيزابيلا كاميرا ديفيلتو والأميركيان مارلين بوث وروجر ألن، ومن الروائيين العرب الليبي إبراهيم الكوني والعراقيون فؤاد التكرلي ومحسن جاسم الموسوي وعالية ممدوح والسعوديان عبد الله الغذامي ورجاء عالم واللبنانيان هدى بركات ورشيد الضعيف والأردني إلياس فركوح والمصريون إبراهيم أصلان وأهداف سويف وفتحي إمبابي ويوسف أبو رية وفوزية أسعد.
 
وتستمر الدورة الجديدة التي تحمل اسم الروائي العربي البارز عبد الرحمن منيف -(1933-2004) الذي حصل على جائزة الملتقى في دورته الأولى- حتى الثاني من مارس/آذار المقبل حيث سيعلن في الختام عن اسم الفائز بجائزة الملتقى وقيمتها مائة ألف جنيه ( 17 ألف دولار).
المصدر : رويترز