شاعر مغربي ينتقد نظرة الغرب للثقافة العربية

الشعر العربي
يرى الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي أن العرب يعيشون لحظة تاريخية يراهم فيها محللون عالميون رمزا للتشدد بينما يتجاهلون عناصر أخرى من ضمنها الإبداع الثقافي العربي.
 
وأوضح اللعبي أن المجتمعات العربية رغم مشاكلها وتناقضاتها هي مجتمعات حية تستطيع أن تبدع وتساهم في مغامرة الشعر الحديث، مشيرا إلى أن ما وصفه بالتباكي وجلد الذات والاتجار باليأس ليس حلا وأن التحدي الحقيقية هو في كيفية تغيير الواقع.
 
وأصدر اللعبي في الآونة الأخيرة مختارات من الشعر المغربي باللغة الفرنسية تحت عنوان "أنطلوجيا الشعر المغربي من الاستقلال إلى اليوم"، واعتبرها النقاد والمهتمون بالشأن الثقافي المغربي حدثا بارزا كأول مختارات من الشعر المغربي.
 
وقال اللعبي "أردت الخروج بنوع من التوازن بعد اهتمامي بالأدب المشرقي أن اهتم بالأدب المغربي وإن كنت قد ترجمت لشعراء مغاربة كزريقة ومحمد بنيس, وما يهمني هو إثبات التحول الذي حصل في الشعر المغربي.. التحول من الكتابة الشعرية بالأساليب الكلاسيكية إلى شعر ينتمي إلى الحداثة".
 
ولاقت المختارات التي صدرت في 270 صفحة من الحجم المتوسط عن دار "لاديفيرونس" الفرنسية بعض الانتقادات من بينها اختيار اللعبي أسماء شعراء مغاربة دون غيرها إلا أن اختياره ظل مسكونا بهاجس خلق نوع من التوازن بين الأجيال التي ينتمي إليها هؤلاء الشعراء.
 
ويعتبر اللعبي أحد أبرز المغاربة الذين يكتبون بالفرنسية في مجالات الشعر والرواية والمسرح وأدب الأطفال، كما سبق له أن أشرف على إدارة مجلة "أنفاس" الأدبية باللغة الفرنسية سنة 1966، بالإضافة إلى الإشراف على تأسيس "جمعية البحث الثقافي" مع المعارض الشيوعي المغربي الشهير إبراهيم السرفاتي.
 
واعتقل اللعبي سنة 1972 لمدة ثماني سنوات غادر المغرب بعدها ليقيم في باريس ومن هناك برز دوره في خدمة الثقافة العربية حيث ترجم إلى الفرنسية أعمالا لكتاب عرب مثل الفلسطينيين محمود درويش وغسان كنفاني وسميح القاسم والعراقي عبد الوهاب البياتي والسوريان محمد الماغوط وحنا مينه والمغربي عبد الله زريقة.
 
يذكر أيضا أن للعبي عدة أعمال شعرية صدرت بالفرنسية منها "سلالة" و"أزهرت شجرة الحديد" سنة 1974 و"عهد البربرية" و"قصة مصلوبي الأمل السبعة" سنة 1980 و"خطاب فوق الهضبة العربية" 1985 و"شجون الدار البيضاء" 1996.
المصدر : رويترز