هموم العقاد

على الرغم من إقامة العقاد أكثر من نصف حياته في الغرب فإن هموم العرب والمسلمين لم تفارقه حتى مماته. وظل يحلم بمدينة عربية للإنتاج السينمائي يصنع فيها سنويا فيلما عن مآثر العرب وتاريخ المسلمين.
 
كان العقاد يحلم بصناعة فيلم عن صلاح الدين الأيوبي يختلف عن الأعمال السابقة التي أنتجت عن القائد المسلم لأنها كانت تخاطب المشاهد العربي. أراد أن يصنع فيلمه بلغة سينمائية تخاطب الجمهور الغربي ويجسدها ممثلون يعرفهم المشاهد الأجنبي لكي يتحقق للفيلم الإقبال الجماهيري المطلوب، وتصل الرسالة إلى أكبر عدد ممكن.
 
وأراد أن يقدم تراث الأمة العربية ممثلا بشخصية صلاح الدين لأنه يعتقد بأن الأمة العربية والإسلامية تحتاج إلى قائد كصلاح الدين يتحدث للغرب باسم المسلمين أو بالنيابة عنهم.
 
وشغلت بال العقاد قضايا أخرى مثل الشيشان والبوسنة والهرسك, وكان يتمنى أن يقدم فيلما عن محمد شامل الشيشاني الذي حارب الروس القياصرة، وهناك مشروع عن "صبيحة الأندلسية"، المرأة التي حكمت الأندلس.
 
كما كان منشغلا بالتحضير لسيناريو فيلم يتحدث عن الوثيقة التاريخية التي نشرتها صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية عن وفد أرسله ملك إنجلترا جون الثالث إلى الخليفة الإسلامي في قرطبة عام 1213م، يقترح فيها أن تكون بلاده تحت حماية الخليفة وأن تعتنق الإسلام، وأن تدفع إنجلترا جزية إلى الخليفة. لكن جواب الخليفة كان "إن ملكا يقبل أن يبيع شعبه ومملكته لا يستحق حمايتنا".
المصدر : الجزيرة