قلعة أربيل.. قرية في قلب العالم

قلعة أربيل 1

أحمد الزاويتي- أربيل

تعد قلعة أربيل من بين أقدم المناطق في العالم التي لا يزال يسكنها الإنسان، ويرجع المؤرخون تاريخها إلى 6000 سنة. تقطنها الآن 700 عائلة من العوائل الفقيرة التي لم تجد لها مأوى غير هذا المكان لتسكن فيه.

وقد مرت على القلعة الحضارات السومرية والبابلية والآشورية إضافة إلى الإسلامية وهي حضارات تناوبت في بلاد الرافدين، وكانت هذه القلعة تتكون في زمن العثمانيين من ثلاث مناطق وهي (التكية، الطوبخانة، السراي)، التكية كانت تمثل الجانب الإسلامي والشعائري في المدينة، أما الطوبخانة فهناك روايتان حولها إحداهما تقول إنه كان فيها مدفع يقاوم به أهل القلعة المهاجمين، وأخرى تقول إنه كان فيها مدفع يطلق مع أذان المغرب في شهر رمضان، أما السراي فكانت منطقة لمساكن أهالي القلعة.

وقد تحول جانب التكية من القلعة إلى مؤسسات حكومية بعضها للآثار وأخرى لجمع التحف التي هي عبارة عن أشياء كان يستخدمها أهالي القلعة قبل مائتي سنة، وشكل بذلك متحفا باسم (متحف القلعة).


undefinedوفي لقاء للجزيرة نت مع مدير المتحف (إبراهيم كَردي) اشتكى من عدم الاهتمام بالقلعة من قبل السلطات المختلفة التي تناوبت على المدينة، وقال إن المتحف هو الخطوة الوحيدة التي اتخذت بشأن القلعة ثقافيا، وجمعت فيه أشياء يعود تاريخها إلى حوالي مائتي عام.

وأشار المسؤول العراقي إلى أن كل البيوت الموجودة في القلعة الآن أعمارها تزيد عن مائة سنة ويمنع بناء أي شيء جديد في القلعة حفاظا على شكلها القديم، وقد عقد في مارس/ آذار الماضي مؤتمر شارك فيه آثاريو العراق وقدمت فيه حوالي 20 دراسة لجعل القلعة معلما ثقافيا عالميا، كما سعى المؤتمرون أيضا إلى إعادة إعمار القلعة بشكل يليق بأهميتها الثقافية والحضارية.

الذي يسير في دروب قلعة أربيل يشعر وكأنه يعيش في عالم آخر ليس له صلة بالواقع الحديث، ولا تعدو بيوتها أن تكون قرية خاوية على عروشها، فبعض هذه البيوت أكل عليها الدهر وشرب، وجدران بيوت أخرى تهدمت وبعضها لا يزال قائما، والعوائل التي تسكن هذه البيوت هي عوائل فقيرة قطنت هذه البيوت بعد أن استأجرتها من أصحابها الذين يعتبرون من أثرياء أربيل الذين هجروا بيوتهم إلى أحياء راقية في المدينة.

ويقول المعمرون من الأهالي إن مدينة أربيل التي يزيد تعداد سكانها الآن عن مليون نسمة كانت عبارة عن هذه القلعة فقط إلى عشرينيات القرن الماضي، ثم بدأ الناس ترك القلعة والسكن في ضواحيها، وهكذا امتدت المدينة هذا الامتداد الواسع تاركة القلعة مركزا للمدينة، أو بالأحرى قرية في قلب عاصمة.
ــــــــــــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة