تطوير التعليم يفجر مناظرة بين عمارة والأنصاري

ندوة تطوير مناهج التعليم ضمن فعاليات مهرجان الدوحة الثقافي

الدوحة- عبد الرافع محمد
عقدت مساء أمس ندوة بعنوان "تطوير مناهج التعليم"، ضمن فعاليات مهرجان الدوحة الثالث للثقافة والفنون، وتحدث في الندوة كل من الدكتور محمد عمارة -المفكر الإسلامي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر في مصر- والدكتور عبد الحميد الأنصاري -عميد كلية الشريعة في قطر سابقا- والدكتورة نوال الشيخ مديرة المناهج بوزارة التربية والتعليم في قطر.

وبعد طرح ورقات ثلاث اتفقت جميعها على ضرورة التطوير وأنه أصبح ملحا ولا ينبغي تأجيله، تحولت الندوة إلى مناظرة فكرية بين الدكتور محمد عمارة والدكتور عبد الحميد الأنصاري بشأن الضغوط الأميركية على الدول العربية لتغيير التعليم فيها.


undefinedالأنصاري وفقه النكاية
وقال الأنصاري إن الحل لتخليص التعليم من علله هو تدخل القيادات السياسية باعتبار أن هذه القضية محورية في بناء المستقبل، وأضاف أنه لا بد من تعاون جماعي بين الدول في ذلك، وتناول الضغوط الأميركية متسائلا لماذا هذه الحساسية حيال مطالبات أميركا؟ واستنكر ما قال إن الدكتور سعد الدين إبراهيم أسماه "بفقه النكاية"، بمعنى رفض الشيء لمجرد أنه يأتي من جهة أجنبية، وقال "لم لا نشكر من أهدى إلينا عيوبنا".

وأكد الأنصاري أن تطوير التعليم لن يحدث إلا بالضغط الخارجي، موضحا أن الشعوب العربية يجب أن تستغل الضغط الخارجي وتقرنه بضغط داخلي، لأن الأنظمة العربية -حسب رأيه- لن تستجيب إلا للضغط الخارجي.

ومثل الأنصاري بقضية تحرير المرأة، مؤكدا أنه ما كان ليتحقق لولا الضغط الخارجي، "وما كانت مظاهر الحداثة التي نحياها لتتحقق لولا الضغط الخارجي"، وأشار إلى أن أوروبا لم تكن لتغير في اقتصادها وتفكر في الحد من طغيان رأس المال إلا بسبب المد الشيوعي. وقال إن هناك فرقا بين التفاعل والاستعمار الثقافي.

الهزيمة النفسية
بينما أكد الدكتور محمد عمارة أن الغرب يصر على أن يحرمنا من العلوم المادية واكتساب التكنولوجيا الحديثة، وتساءل: من قتل يحيى المشد (وهو عالم ذرة مصري اتهم الموساد الإسرائيلي بقتله)، وقال إن العلماء العراقيين الآن مسجونون في سجون الاحتلال الأميركي بالعراق، ومنهم نساء، ولا ذنب لهؤلاء إلا أنهم علماء، وتساءل ثانية "الذين يريدون تغييرنا هل هم أطباء أم قتلة؟".


undefinedوأسهب عمارة في نقل مقولات كثيرة لمسؤولين في الإدارة الأميركية وقادة ومفكرين أميركيين، ليتوقف عند مقولة للصحافي الأميركي توماس فريدمان قال إنها في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2001 "إن الحرب الحقيقية في المنطقة الإسلامية هي في المدارس"، وعدد أمثلة للتأثيرات الأميركية في المناهج التعليمية في العالم العربي، وأضاف أنه "ليس الخطأ هو أن تعلم مناهجنا أمجاد العرب -كما يقول الدكتور الأنصاري- لكن الخطأ أنها فعلا تعلم الهزيمة النفسية".

بين المنهج والمحتوى
وتحدثت د. نوال الشيخ -مديرة المناهج بوزارة التربية والتعليم في قطر- عن كيفية تطوير المناهج التعليمية وعددت خصائص المنهج الذي يراد تطويره وضرورات التطوير الداخلية والخارجية. وقالت إن المنهج أعم من المحتوى، وإن المناهج التعليمية تعكس خصوصية المجتمع، وإن التطوير يجب أن يفرق بين الثابت والمتغير، "فالثابت هو ما يتعلق بالخصوصية الثقافية والمتغير هو المحتوى العلمي".

وأضافت د. نوال الشيخ أن تحديات العولمة وثورة المعلومات تحتم علينا أن ننظر في مناهجنا حتى نضمن أنها تنمي الإبداع والابتكار، وتساعد على الفهم لا الحفظ، وتستخدم الآليات الحديثة ومنجزات التكنولوجيا في العملية التعليمية.

_______________
الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة