ميسون القاسمي تفضح المسكوت عنه في إمارة الشارقة

undefinedتروي قصة (ريحانة) التي صدرت عن دار الهلال المصرية الشهر الماضي وتقع في 227 صفحة من القطع الوسط للشاعرة الإماراتية ميسون صقر القاسمي تاريخ بلادها متزامنا مع الأحداث السياسية في العالم العربي خصوصا في مصر حيث أمضت جزءا من حياتها بعد نفي والدها الحاكم السابق لإمارة الشارقة في ستينات القرن الماضي.

وفي ندوة نظمها معرض القاهرة الدولي للكتاب عن الرواية وضمت مجموعة من النقاد اعتبر المفكر محمود أمين العالم أن الرواية تشكل مفاجأة من حيث تقنيتها وعالمها المزدحم والثري بعد المقدمة السياسية التاريخية التي تسرد تاريخ عائلة القاسمي في حكم إمارة الشارقة.

وأضاف أن الرواية مليئة بعالم زاخر من العلاقات الإنسانية والسياسية والفكرية كما أنها تعالج موضوعا من أشد الموضوعات العربية خطورة وهو مسألة العبودية والتحرر, كما نلحظها في العلاقة بين بطلة الرواية شمسة ابنة الحاكم والعبدة ريحانة.

وأوضح العالم أنه على الرغم من ثنائية الرواية بين ريحانة وشمسة إلا أن جدة شمسة هي البطلة الحقيقية لأنها تختزن الأسرار فهي تحفظ تاريخ البلد والمكان وتؤوي الثوار في منزلها وتقتني السلاح مما يجعل منها شخصية استثنائية وفريدة.

وختم قائلا إنها "رواية تحولات كبرى على تماس مع القضايا العربية المعاصرة في فترة صعودها إبان الستينات والسبعينات".

ومن جهته, قال أستاذ الأدب العربي في جامعة القاهرة محمد بدوي إنها رواية تتمتع بقدر كبير جدا من الأفكار السياسية التي تبدو في حوارات شمس وحبيبها الماركسي المصري.

وأضاف أن المؤلفة أعطت الشخصيات النسائية أدوارا قيمة لم تصلها شخصيات الرجال مما يدفعنا لتسمية الرواية (رواية أنثوية) فالشخصيات النسائية هي الفاعلة والمفكرة في ذات الوقت وهي الشخصيات التي تمنح الرواية كل شرعيتها.

وتطرق الناقد جمال القصاص إلى الشق السياسي قائلا إن "الرواية تفضح المسكوت عنه في العلاقة مع السلطة والصراع عليها بين أطراف العائلة الحاكمة في الإمارة".

واعتبر المشاركون الرواية انعكاسا لتجربة ذاتية خاضتها ابنة حاكم إمارة الشارقة الأسبق صقر القاسمي الذي نفي عن البلاد وتولى ابن عمه السلطة بدلا منه بسبب مواقفه الداعية إلى تحرير الإمارات من الاستعمار بمساندة جمال عبد الناصر.

وتدور الرواية حول حياة العائلة في منفاهم الإجباري في القاهرة والمتغيرات السياسية في العالم العربي مع الإشارات إلى الحروب العربية الإسرائيلية بالإضافة إلى عالم العبودية التي تمثلها شخصية العبدة ريحانة وأخريات وتمردهن وصولا إلى حريتهن التي رفضها الواقع الاجتماعي.

وتبرز أيضا قيود التقاليد مع فشل شمسة في الزواج من حبيبها بعد أن أرغمتها العائلة على الزواج من ابن عمها.

المصدر : الفرنسية