الرئيس الموريتاني الأسبق ينشر مذكراته

سيدي أحمد ولد أحمد سالم

undefined

سينشر المختار ولد داداه مذكراته وعنوانها "موريتانيا في مواجهة العواصف والأمواج" باللغة الفرنسية، وذلك بعد 25 سنة من إبعاده عن السلطة.

ويستعرض الكتاب وقائع وأحداث من تاريخ موريتانيا الحديث، وقد قدمت له زوجته الفرنسية الأصل مريم داداه. واختار مؤلفه "أن يضع أمام الأجيال الموريتانية الشابة تجربة غنية من تاريخ بلادهم من أجل فهم حاضرهم والتطلع إلى مستقبلهم" كما ورد في المقدمة.

ويقع الكتاب في 650 صفحة تتناول السنوات الـ18 التي قضاها ولد داداه في الحكم وما سبقها من مشاركة المؤلف في كفاح بلاده لنيل الاستقلال وما تلاها كذلك من عيشه في المنفى.

ويبرر ولد داداه لسبب كتابته هذه المذكرات قائلا "لقد رأيت أن تجربتي في حكم الدولة الموريتانية ينبغي أن تعرف.. بدأ ذلك مع الانقلاب في 10 يوليو/ تموز 1978 وإحالتي إلى سجن بولاتة في أطلال ثكنة عسكرية. وكانت مدينة ولاتة الضاربة في التاريخ التي زارها الرحالة المغربي ابن بطوطة في القرن الرابع عشر الميلادي مدعاة للتأمل والوحدة مما حداني إلى التفكير في كتابة مذكراتي وتقديمها للأجيال اللاحقة. وبعد اقتناعي بضرورة الكتابة بدأت في تنفيذ ذلك مباشرة بعد خروجي من السجن".

كما يذكر في سياق آخر الهدف من مذكراته وهو "إعداد كتاب موثق يسهم بشكل أصيل في التاريخ الوطني والأفريقي والعربي".

وهناك فقرة توضح اختيار عنوان هذا الكتاب وهي قول المؤلف "منذ 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 1960 قررنا جميعا، ضد الرياح والعواصف، وعلى الرغم من فقر بلادنا أن نحقق استقلال موريتانيا ونقف في وجه محاولة ضمها إلى دول مجاورة، وأن نفرض وجود هذه الدولة الناشئة موريتانيا على الساحة الدولية، تجمع شعبا واحدا من إثنيات وثقافات عديدة، وأن يتحلى هذا الشعب بالرغبة والإرادة في بناء مستقبله… وسيقول التاريخ إننا نجحنا".

خروج عن الصمت
آثر ولد داداه الهادئ في طبعه أن يظل صامتا 25 سنة إذ لم يتكلم في السياسة إلا مرة واحدة ولم تجتذبه أضواء الصحافة ما عدا لقائه الوحيد مع قناة الجزيرة حين حاوره سامي كليب في برنامج زيارة خاصة في ديسمبر/ كانون الأول 2000.

وها هو يخرج من صمته حيث ستنشر له دار النشر الفرنسية "كارتلا" مذكرات بعنوان "موريتانيا في مواجهة العواصف والأمواج" على أن تظهر في الأسواق في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وقد أزيح ولد داداه الذي بلغ الآن الثمانين من العمر عن رئاسة موريتانيا في انقلاب عسكري في 10 يوليو/ تموز 1978 فأودع السجن 15 شهرا في مدينة ولاته التاريخية شرقي موريتانيا.

وفي الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول 1979 تدهورت صحته فنقل إلى فرنسا للعلاج. وقد حاولت حكومة الرئيس السابق محمد خونا ولد هيدالة حينها إرجاعه مرة أخرى لمعتقله فرفضت فرنسا تسليمه. واختار الإقامة في تونس أولا ثم في مدينة نيس الفرنسية على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

ومن فرنسا عاد ولد داداه من منفاه إلى بلده موريتانيا اختياريا يوم 17 يوليو/ تموز 2001 مقررا الإقامة بين ذويه بشكل نهائي وقد بلغ من الكبر عتيا. وهو في هذه الأيام يعاني من المرض ويوجد في غرفة الإنعاش في مستشفى "فال دو غراس" العسكري بباريس.

_______________
الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة