فيلم فلسطيني عن الاحتلال يفوز في مهرجان كان


undefined

حصل المخرج الفلسطيني إيليا سليمان على جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلمه "العناية الإلهية" وهو من أفلام الكوميديا السوداء الذي اتخذ من الصراع العربي الإسرائيلي خلفية له وذلك في الدورة الـ 55 من مهرجان كان السينمائي الدولي، وهو الفيلم العربي الوحيد الذي شارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الذي وزعت جوائزه يوم أمس.


undefined

وقد نال فيلم المخرج سليمان والممثلة منال خضر استحسان النقاد. واعتبر عدد منهم أنه يستحق نيل السعفة الذهبية للمهرجان لهذا العام التي منحت لفيلم رومان بولونسكي عازف البيانو (Le Pianiste) الذي يحكي قصة معاناة اليهود أيام النازية.

ومنحت الجائزة للمخرج الفلسطيني لنظرته الحساسة والمبدعة والمليئة بالفكاهة ضمن أحداث الساعة المعقدة وانعكاساتها المأساوية على الشعب الفلسطيني.

ويندد سليمان في الفيلم -الذي يعتبره يوميات حب وألم- بطريقة فكاهية بالعنف اليومي الذي ينخر في المجتمع الفلسطيني ويدمره. وأعرب عن أمله في أن يعرض فيلمه في الولايات المتحدة, مشيرا إلى أن عرض فيلمه في أميركا ضروري ليس لمضمونه السياسي ولكن لمضمونه السينمائي.

وقصة فيلم "العناية الإلهية" بسيطة ومركبة في آن واحد، ومن نوع السهل الممتنع, وتعبر عن سينما ذكية تنم عن تفكير متأن بالصورة وكتابة صورية عالية التقنية, فالمخرج وكاتب السيناريو يمتلكان أفكارا سينمائية جديرة بكبار المخرجين ويفكران أولا بالصورة التي تنظم كافة العناصر في المشهد.


undefinedوالفيلم عبارة عن مجموعة من القصص الصغيرة التي تنمو متجاورة لتشكل في مجموعها قصة الفيلم, وهي لا ترتبط ببعضها بالضرورة لكنها في النهاية قصة وطن يجعله إيليا سليمان ينتصر على فاشية المحتل في مشهد ينتمي إلى الخيال, حيث تنجح فتاة نينجا فلسطينية في قتل الأعداء في مشهد أساسي يسبق نهاية الفيلم.

ويظهر في المشهد علم فلسطين تحت أرجل المحتل للحظة كأنما يهز الأرض من تحته, وتظهر خريطة فلسطين عبارة عن سلاح في يد المرأة النينجا الفلسطينية التي تنجح في تفجير طائرة هليكوبتر إسرائيلية، كما تنجح بواسطة المقلاع في قتل رجال الوحدة الخاصة الذين كانوا يتدربون على قتلها.

وتتجمع شيئا فشيئا خيوط السيناريو لتعلن في النهاية انتصار الفلسطيني على العدو -ولو في الخيال- وهنا يتدخل العنوان "العناية الإلهية" ليقول إن الأمر ممكن وإن السيطرة الإسرائيلية لا يمكن أن تكون مستمرة.


undefinedوفي الفيلم نجد الوالد المريض ونطلع على حزن الابن في مواجهة مرض الوالد و الواقع العام الذي تعيشه البلاد. وهو في لقاءاته مع حبيبته على الحاجز عند نقطة العبور في الرام بين رام الله والقدس لاستحالة عبورهما يظل متلبسا لهذا الحزن الذي لا يبارحه.

وعند الحاجز مرة أطلق بالونا عليه صورة عرفات فيرتبك الجنود ويعودون إلى قيادتهم لتقرر ما الذي يجب فعله أمام بالون يعبر الحاجز، ونرى فيما بعد مع موسيقى مختارة رافقت عددا من مقاطع الفيلم البالون وهو يعبر أسوار القدس القديمة حتى يصل إلى قبة مسجد الصخرة ويستقر فوقها بفضل تدخل العناية الإلهية.

المصدر : وكالات