مهرجان المربد الشعري يفتتح على وقع طبول الحرب


undefinedيستضيف العراق هذه الأيام وعلى مدى أسبوع الدورة الـ18 لمهرجان المربد الشعري الذي يقام هذه السنة وسط أجواء مشحونة بتهديدات حرب أميركية محتملة. ويعتبر العراقيون المهرجان الذي يستضيف هذا العام 400 شاعر عربي وأجنبي مظهرا للتضامن العربي مع بغداد.

وكان نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز قد دعا الشعراء والأدباء العرب في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح المهرجان أمس إلى أن "يؤكدوا حقيقة نوايا المخططات العدوانية الأميركية ضد الأمة العربية لكي لا تصاب بالغفلة وتخدع بالذرائع الكاذبة التي تطلقها الإمبريالية والصهيونية حول حقيقة دوافعهما في مخطط
العدوان ضد العراق وفلسطين".

واعتبرت الشاعرة الفلسطينية شهلا الكيلاني فعل القصيدة مثل فعل الرصاصة وقالت إن الشاعر هو لسان حال هذه الأمة في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها الوطن العربي من محيطه إلى خليجه. وقالت إن "الكلمة في رأيي هي طلقة يصوبها الشاعر الملتزم في وجه العدو ووقعها لا يختلف عن السلاح الذي تصنعه الآلة الأميركية الحاقدة".

وكان العراق قد درج على إقامة هذا المهرجان الشعري الوحيد المتخصص في هذا اللون الأدبي بالبلاد العربية منذ عام 1971 إحياء لذكرى مهرجان كبير كان يقام قرب مدينة البصرة في صدر الإسلام على غرار سوق عكاظ القديم في أيام الجاهلية وكان يشارك فيه الشعراء العرب من كل مكان.

وتقول كتب التاريخ إن سوق المربد كان معرضا لكل قبيلة عربية ومتنزها للبصريين, وأصبح بعدما اشتد عوده سوقا للأدب والتجارة والخطابة يتفاخر به المشاركون عبر قصائدهم وكلماتهم وخطبهم ليلا ونهارا.

ومن المقرر أن يتوجه المشاركون في المهرجان إلى مدينة البصرة بواسطة قطار خاص يطلق عليه قطار مهرجان المربد لعقد جلسات شعرية هناك ثم العودة إلى بغداد. وقد اعتاد المشاركون خلال زيارتهم للبصرة على تفقد تمثال شاعر العراق الكبير بدر شاكر السياب الذي يطل على شاطئ العرب.

وتوجه المشاركون في مهرجان المربد أمس إثر الافتتاح الرسمي إلى مقر البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة في مسيرة احتجاج عبروا خلالها عن تضامنهم مع الشعب العراقي. وسلم الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب علي عقلة عرسان مذكرة احتجاج على التهديدات الأميركية تجاه العراق مرفوعة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. واعتبرت المذكرة "أن التلويح بالعدوان الذي تفتعل له أميركا الذرائع هو عدوان على الأمة العربية وحضارتها".

وتعقد على هامش المهرجان جلسات نقاشية لأهم القضايا الثقافية التي تواجه المثقفين العرب وكذلك جلسات نقدية للقصائد التي يلقيها المشاركون في المهرجان الذي ألقيت خلال جلسته الأولى قصائد للشعراء عبد الرزاق عبد الواحد من العراق ويوسف الخطيب من فلسطين وشوقي بغدادي من سوريا وعبد الكريم شمس الدين من لبنان.

المصدر : الجزيرة + وكالات