العراق تنتقد حظركتبها في معرض عربي بباريس

undefinedأثار قرار السلطات الفرنسية منع الكتب العراقية من الوصول إلى معهد العالم العربي للمشاركة في المعرض العربي الأوروبي السادس للكتاب في باريس تفاعلات ثقافية ودبلوماسية في أوساط المعرض.

وكشف القائمون على الجناح العراقي, الذي ظل بعد خمسة أيام من بدء المعرض خاليا من الكتب, أن وزارة الخارجية الفرنسية أعطت موافقتها أمس على خروج الكتب من الجمارك لكنها اشترطت على معهد العالم العربي أن يقدم تعهدا بعدم بيع أو منح أي كتاب من النسخ الـ 650 التي تم شحنها إلى فرنسا, وبأن تعاد النسخ كاملة إلى المطار مع نهاية المعرض.

ولكن المعهد امتنع عن إعطاء مثل هذا التعهد لعدم ضمان عودة نسخ الكتب كاملة, في وقت أرسلت فيه إلى المعرض لأغراض البيع.

ورغم مساعي ممثلية العراق الدائمة في اليونسكو وشعبة رعاية المصالح العراقية في باريس لحل تعقيدات القضية فإن أي تقدم لم يتحقق وظل الجناح العراقي فارغا إلا من عبارة "الكتب العراقية مصادرة في مطار باريس.. لا للحظر الثقافي".

كما وضع أمام الجناح سجل دون فيه الزائرون تعليقاتهم على المنع وعبروا عن تضامنهم مع العراق حياله.

وأوضح القائمون على الجناح العراقي أن الكتب التي حملوها إلى باريس لا تتضمن أي كتب سياسية وهي في معظمها شعرية وأدبية وفنية وتاريخية. وأعرب هؤلاء عن استغرابهم من الموقف الفرنسي بالقول "مهما يكن نحن حملنا كتبا وليس سلاحا ولو كان هناك بعض الكتب المسيئة للعلاقات لكنا فهمنا, العراق يشارك في المعرض منذ العام 1992 ولم نلق مثل هذه المعاملة, قبل عامين تأخرت الكتب ثلاثة أيام لكنها في النهاية شاركت في المعرض وبعناها".

ورفض أحد المسؤولين عن الجناح العراقي الإجابة عن سؤال فيما إذا كان الموقف الفرنسي المستجد حيال الكتب ناجما عن الانتقادات العراقية للفرنسيين على موقفهم من خطة العقوبات الذكية التي تسعى الولايات المتحدة وبريطانيا لفرضها على العراق.

وكانت "الشركة الوطنية للتوزيع والنشر" العراقية قد استأجرت جناحا في المعرض باسم العراق، وأرسلت الكتب إلى باريس من أجل المشاركة. لكن معهد العالم العربي تلقى يوم افتتاح المعرض رسالة بواسطة الفاكس من جمارك مطار العاصمة الفرنسية تفيد بأن "الكتب محظورة" وأنه يتعين على المعرض "الحصول على تصريح من جهة مفوضة لإدخالها".


وضع أمام الجناح العراقي الذي كان خاليا من الكتب سجل دون فيه الزائرون تعليقاتهم على المنع وعبروا عن تضامنهم مع العراق حيال هذا المنع كما وقعوا عريضة احتجاج.

من ناحيتها, رفضت وزارة الخارجية الفرنسية التعليق على قرار المنع وأحالت الأمر إلى موقعها على شبكة الإنترنت.

ومن المفارقات الكبيرة التي تدعو للتأمل في هذه القضية إبراز أحد أجنحة المعرض "الدار العربية للموسوعات" يمتلكه خالد العاني وهو عراقي مقيم في بيروت منذ سنوات, للعديد من الكتب العراقية الصادرة في العراق زمن الحصار وبينها كتب سياسية وتاريخية. كما حوى الجناح رواية "زبيبة والملك" الذي يقال إن الرئيس صدام حسين هو مؤلفه.

ويقول العاني موضحا "أحضرت من الكتاب 30 نسخة نفدت في اليوم الأول، وفي كل يوم يأتيني أشخاص يطلبون الكتاب, لو كنت أعرف هذا الإقبال عليه لكنت أحضرت نسخا أكثر"

وأعرب العاني عن استغرابه من قرار الحظر الفرنسي وقال إن هذه كتب ثقافية علمية ليس فيها متفجرات ولا صواريخ عابرة للقارات. اسم العراق موجود في برنامج المعهد ونحن نستغرب القرار, هل الحظر ثقافي أيضا؟ هل له علاقة بالسياسة؟.

انتقادات عراقية
وفي السياق ذاته انتقد العراق السلطات الفرنسية بسبب منعها كتبه من المشاركة في المعرض.

وقال مسؤول في وزارة الإعلام العراقية إن سبب منع الكتب العراقية يعود إلى ما ذكرته سلطات الجمارك الفرنسية نفسها من أن العراق" يخضع لعقوبات من الأمم المتحدة". وأضاف أن "هذا السبب يفضح الإجراء" الفرنسي.

وفند المسؤول العراقي ادعاء السلطات الفرنسية أن العراق تأخر عن المواعيد المحددة لإرسال الكتب. ووصف تلك الادعاءات بأنها "لا أساس لها من الصحة". وقال المسؤول العراقي إن بلاده قامت بإرسال الكتب قبل وقت كاف ومناسب من افتتاح المعرض.

المصدر : الفرنسية