اليونيسكو: اجتماع طارئ لبحث تدمير التماثيل البوذية
![]() |
تمثال بوذا العملاق في إقليم باميان بأقغانستان |
وقال إنه أجرى اتصالات مع ممثلي بلدان إسلامية أخرى هي السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر وإيران وطاجكستان، وأكد أن جميع هذه الدول أبدت دعما من دون تحفظ وتعهدت باستخدام كل السبل لوضع حد لأعمال التدمير هذه على الفور.
واعتبر المدير العام للمنظمة التي تتخذ من باريس مقراً لها أن تدمير التماثيل يجسد تفسيرا للدين الإسلامي ليس له مثيل في أي مكان آخر، وأضاف أن طالبان لا تخدم أفغانستان ولا الإسلام عبر ارتكاب مثل هذه الأعمال.
وفي القاهرة قال المفكر الإسلامي المصري فهمي هويدي إن تحطيم تماثيل بوذا في أفغانستان لا يتفق مع طبيعة الإسلام الذي يحترم عقائد غير المسلمين.
وقال هويدي إن الإسلام حريص على احترام ثقافات الآخرين حتى لو كانت تشتمل على عقائد مخالفة للعقيدة الإسلامية، والدليل هو استمرار وجود المجوس وعبدة البقر في بلاد المسلمين، كما أن المسلمين لم يحطموا أي تماثيل في البلاد التي فتحوها مثل الأندلس وغيرها.
وأرجع هويدي تحطيم التماثيل في أفغانستان إلى ضيق أفق الحكام من حركة طالبان وتفشي الأمية الثقافية والافتقار إلى البعد الإنساني. وقال إن هذا لا علاقة له بإصلاح البلد ولكنه التعامل مع السهل.
وتصنف أفغانستان ضمن أفقر دول العالم، كما أنها تئن من وطأة الحرب الأهلية منذ طرد القوات الروسية في أواخر الثمانينيات.
يذكر في هذا الصدد أن مفكرا إسلاميا مصريا آخر هو الدكتور محمد عمارة قد أنحى باللائمة أيضا على طالبان، لكنه في نفس الوقت حمل على منظمة اليونيسكو لأنها في الوقت الذي انتقدت فيه طالبان لم تهتم بالقدر نفسه بما يتعرض له المسجد الأقصى من مخاطر على أيدي السلطات الإسرائيلية مشيرا إلى الحفريات الجارية تحت جدرانه. كما لم تهتم اليونيسكو بتدمير الصرب لمساجد أثرية في البوسنة والهرسك، وكذلك هدم الهندوس للمسجد البابري الأثري في الهند. وقد جاءت هذه التصريحات في لقاء على الهاتف أجرته معه قبل يومين قناة الجزيرة.
يذكر أن حركة طالبان باشرت اليوم تدمير تماثيل بوذية في جميع أنحاء أفغانستان رغم موجة الاستنكار العالمية.
وتشمل التماثيل روائع لا تقدر بثمن من الفن البوذي لعهد ما قبل الإسلام في أفغانستان ومنها تماثيل بوذا العملاقة المنحوتة في الصخر بالقرب من إقليم باميان، ويبلغ ارتفاع أحدها -وهو الأكبر في العالم- 55 مترا.