"أعيان" الأردن يخاطب الملك ونواب يطالبون برحيل الحكومة

تواصلت الدعوات إلى إضراب شامل في الأردن ضد مشروع قانون ضريبة الدخل الذي أثار احتجاجات شعبية في مختلف محافظات البلاد، ودخل مجلس الأعيان على خط الأزمة بمناشدة الملك، بينما ارتفعت أصوات برلمانيين يطالبون بإقالة الحكومة.

ففي أحد التحركات الرسمية، قرر مجلس الأعيان رفع توصيتين إلى الملك عبد الله الثاني حول مشروع قانون الضريبة، أولاها الطلب من الحكومة سحب القانون الحالي للضريبة وتشكيل لجنة حوار وطني لتدارس المنهج الاقتصادي برمته.

أما التوصية الثانية فهي إصدار إرادة ملكية بعقد دورة استثنائية غدا الاثنين بحيث يتم رد القانون من قبل النواب وإحالته إلى مجلس الأعيان ليرده، ثم إعادته إلى الحكومة لإعادة تقديمه بشكل مختلف.

من جهة أخرى ذكرت قناة "اليرموك" أن 43 برلمانيا في مجلس النواب الأردني وقعوا على رسالة لرفعها إلى الملك تطالب بإقالة حكومة هاني الملقي ونزع الثقة منها. 

وأشار النواب في رسالتهم -وفق موقع سرايا الإلكتروني- إلى أن الحكومة "أوصلت الشارع إلى مرحلة شديدة من التأزيم، وحولت حياة المواطنين إلى ضنك ومعاناة، وأن رحيلها أصبح ضرورة سياسية واقتصادية وأمنية".

في هذه الأثناء ذكرت وكالة "عمون" أن النائب خالد البكار أعلن أنه استكمالا للمذكرة النيابية التي وقعت عليها الأغلبية النيابية لرد قانون ضريبة الدخل، سيدعو زملاءه النواب إلى التشاور حول توقيع مذكرة جديدة تستأذن الملك عبد الله الثاني في عقد دورة استثنائية قبل عيد الفطر.

وأشار البكار -في حديثه إلى وكالة عمون- إلى أن طلب الاستعجال لعقد دورة استثنائية يأتي لمناقشة قانون ضريبة الدخل استجابة للمطالب الشعبية.

وكان الملك قد ترأس اجتماعا لمجلس السياسات الوطني بمشاركة وزراء، ودعا الحكومة والبرلمان إلى أن يقودا "حوارا وطنيا شاملا وعقلانيا" للوصول إلى صيغة توافقية حول مشروع قانون الضريبة.

دعوات للإضراب
وفي هذه الأثناء، دعا مجلس النقباء الأردني إلى إضراب شامل على مستوى البلاد ضد مشروع قانون ضريبة الدخل، بعد فشل حوار المجلس والحكومة في التوصل إلى اتفاق لسحب مشروع القانون.

وقال مجلس النقباء في بيان إنه قرر الاستمرار في الدعوة إلى إضراب يوم الأربعاء المقبل تتخلله وقفة شعبية نقابية أمام مجمع النقابات في عمان والمحافظات.

ودعا المجلس جميع المواطنين الذين سيشاركون في الإضراب العام المقبل إلى التعبير عن آرائهم بسلمية وحضارية.

وقال البيان إن المجلس سيتوجه برسالة إلى الملك يناشده فيها التدخل في هذه الظروف التي وصفها البيان بالدقيقة.

كما دعت نقابة الصحفيين -وفق وكالة عمون- منتسبيها إلى الإضراب عن العمل لكافة العاملين في الصحف اليومية والأسبوعية والإذاعات والفضائيات والمواقع الإلكترونية، يوم الأربعاء.

وأوضحت النقابة أن سبب الإضراب يعود لما وصفته بتعنت الحكومة وعدم استجابتها لمطالب الأردنيين بسحب القانون المعدل لقانون ضريبة الدخل لسنة 2018.

بدوره أكد نقيب المحامين مازن ارشيدات -وفق موقع "خبرني"- أن مجلس النقباء مستمر بإجراءاته ومطالباته بالإضراب العام يوم الأربعاء لإسقاط حكومة الملقي.

‪محتجون في عمان على مشروع قانون ضريبة الدخل الذي أقرته حكومة الملقي‬ (رويترز)
‪محتجون في عمان على مشروع قانون ضريبة الدخل الذي أقرته حكومة الملقي‬ (رويترز)

تحركات ميدانية
وكانت مجموعة من طلاب الجامعة الأردنية اليوم الأحد اعتصاما داخل الجامعة، احتجاجًا على السياسات الاقتصادية الحكومية.

وردد المشاركون في الوقفة شعارات تطالب بوقف سياسة الإفقار وعدم رهن البلاد لطلبات البنك الدولي. كما شدد المعتصمون على أن الشعب الأردني لن يهدأ حتى يتم التراجع عن قانون ضريبة الدخل، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني.

وفي جامعة مؤتة شارك العشرات في اعتصام مماثل ضد قرارات الحكومة ومشروع قانون ضريبة الدخل والخدمة المدنية.

وأصيب عدة أردنيين خلال احتجاجات قرب مقر رئيس الوزراء في عمان أمس السبت من أجل إلغاء مشروع القانون، وطالب المحتجون باستقالة الحكومة.

من جهته أكد مصدر أمني مسؤول بمديرية الأمن العام -وفق وكالة الأناضول- الإفراج عن جميع الموقوفين على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.

وقال المصدر إنه لا توجد اعتقالات لأحد، وما جرى توقيف مؤقت وأفرج عن الجميع.

وشدد المصدر على أن تواجد قوات الأمن هو لحماية المتظاهرين وحماية حقهم الدستوري في التعبير عن رأيهم، وما نطلبه دوماً هو الالتزام بالقانون وتعليمات رجال الأمن والدرك الموجودين في المكان.

إجراءات سابقة
واتخذت الحكومة إجراءات خلال السنوات الثلاث الماضية استجابة لتوجيهات صندوق النقد الدولي الذي يطالب بإصلاحات اقتصادية تمكنها من الحصول على قروض جديدة، وذلك في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة وتجاوز الدين العام 35 مليار دولار.

وكانت الحكومة قد رفعت مطلع العام الحالي أسعار الخبز، وفرضت ضرائب جديدة على العديد من السلع والمواد بهدف خفض الدين العام.

وتخضع معظم السلع والبضائع بشكل عام في الأردن لضريبة مبيعات قيمتها 16%، إضافة إلى رسوم جمركية وضرائب أخرى تفوق أحيانا ثلاثة أضعاف القيمة السعرية الأصلية للسلع.

المصدر : الجزيرة + وكالات