الفارون من درعا.. لا إغاثة ولا حدود مفتوحة

حضت الأمم المتحدة الأردن على فتح حدوده أمام السوريين الفارين من القصف الشديد في محافظة درعا جنوبي سوريا، وأكدت توقف عمليات الإغاثة، بينما تتزايد أعداد النازحين الذين يغادرون صوب الحدود السورية الأردنية.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي -في مؤتمر صحفي عقب لقائه في نيويورك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الخميس- إن الوضع في الجنوب السوري صعب، وأشار إلى مواصلة بلاده الاتصالات من أجل العودة إلى وقف إطلاق النار.

وردا على سؤال الجزيرة بشأن المطالبات الموجهة للأردن لفتح حدوده أمام النازحين، قال الصفدي إن بلاده بلغت حدها الأقصى في استقبال اللاجئين، مشددا على ضرورة أن تركز الدول وكذلك المنظمات على تأمين آليات دولية لمساعدة السوريين وضمان حمايتهم داخل أرضهم.

وكانت الأمم المتحدة قد قالت -في أحدث تقديراتها أمس- إن أعداد النازحين جنوب شرق درعا باتجاه الحدود الأردنية بلغت نحو 66 ألف نازح، بينما وردت تقديرات أخرى من مصادر إغاثية أكبر من ذلك بكثير.

وقال رئيس مجموعة الأمم المتحدة للعمل الإنساني في سوريا يان إيغلاند في جنيف "نحض الأردن على فتح حدوده".

وأشار إيغلاند إلى توقف القوافل الإنسانية من الأردن نحو جنوب سوريا. وقال إن "طريق الإمدادات من الحدود الأردنية الشديد الفعالية توقف بسبب معارك الأيام الأخيرة" موضحا "شدة المعارك أدت لعدم وجود اتفاق لضمان مرور آمن للقوافل".

وقالت مصادر للجزيرة إن الجيش السوري الحر وروسيا توصلا إلى هدنة لمدة 12 ساعة بدأت منتصف الليلة الماضية بمنطقة درعا، وذلك خلال اجتماع برعاية أردنية في العاصمة عمان.

خطر يهدد الآلاف
ويعيش نحو 750 ألف شخص في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة التي تشمل 70% من محافظتي درعا والقنيطرة بالجنوب السوري. وبالإضافة لأولئك النازحين باتجاه الحدود السورية الأردنية، يفر الآلاف نحو الحدود مع الجولان المحتل في ظروف إنسانية مأساوية.

وسقط عشرات الضحايا المدنيين منذ بدء حملة النظام السوري والمليشيات الحليفة له على محافظة درعا في 19 يونيو/حزيران بدعم من روسيا.

وقال الدفاع المدني بمناطق المعارضة (الخوذ البيضاء) في حسابه على تويتر إن عشرات الغارات الجوية استهدفت بلدات عدة مثل بصرى الشام والحراك والكرك، "مما تسبب بحركة نزوح واسعة".

وقال الباحث السوري المتحدر من درعا أحمد أبازيد لوكالة الصحافة الفرنسية إن "القصف الكثيف يهدف لقطع مقومات الحياة، ودفع الناس للنزوح الجماعي، وهذا ما يحصل فعليا" مشيرا إلى أن القصف "يركز على مناطق آهلة بالسكان والنازحين لإيقاع أكبر عدد من الضحايا ودفع الفصائل أو المناطق للاستسلام أو المصالحة".

من جهة أخرى، قال متحدث باسم الخارجية الألمانية إن حكومته تتابع بقلق شديد هجمات نظام بشار الأسد وحلفائه جنوبي غربي سوريا التي "تهدد بتكرار الصور المروعة للمعارك الوحشية التي جرت حول مدينة حلب وفي حمص والغوطة الشرقية".

وأضاف المتحدث الألماني في بيان أن المواجهة العسكرية الجديدة تحمل مخاطر لا يمكن تقديرها وتهدد بعواقب إنسانية كارثية. وندد باستهداف النظام السوري "المتعمد" للبنية التحتية المدنية من مستشفيات ومدارس، بهجماته "الوحشية وعديمة الرحمة".

المصدر : الجزيرة + وكالات