تحذير أممي من كارثة إنسانية محدقة بالحديدة

القوات اليمنية المدعومة من الإمارات تسعى للوصول إلى ميناء الحديدة
القوات اليمنية المدعومة من الإمارات تسعى للوصول إلى ميناء الحديدة (الأوروبية)

قالت الأمم المتحدة إن مئات آلاف المدنيين ما زالوا في خطر شديد جراء المعارك الدائرة في الحديدة، وأكدت أنه لا بد من وقف القتال حتى يتحقق تقدم في الحل السياسي للأزمة، بينما تتجه أنظار التحالف السعودي الإماراتي إلى ميناء المدينة بعد إعلانه السيطرة على مطارها.

ودعت المنظمة الدولية -في أحدث تحذيراتها مساء الخميس- كل أطراف النزاع إلى بذل كل ما في وسعهم لحماية المدنيين.

وأشارت إلى أن حياة نحو مئة ألف طفل ستكون في خطر إذا تعطل وصول المساعدات الغذائية إلى الحديدة، مكررة القول بأنها تعتبر أزمة اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وقال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث إن "الأولوية لتجنب مواجهة بالحديدة والعودة بسرعة إلى المفاوضات".

وأكد غريفيث أنه سيواصل المشاورات مع أطراف النزاع لتجنب مزيد من التصعيد في الحديدة، وعبر عن ثقته في إمكان التوصل إلى اتفاق لتجنب مزيد من العنف في المدينة.

وفي وقت سابق، قال فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المبعوث الأممي إلى اليمن يعمل على أن يدخل التحالف السعودي الإماراتي في محادثات سياسية جادة.

وقال المتحدث إنه يجب على أطراف النزاع أن يحرصوا على عدم الإضرار بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي في الحديدة، ونبه إلى أن احتمال تفشي الكوليرا في الحديدة لا يزال خطرا ماثلا.

مدنيون فروا من المعارك ولاذوا بهذه المدرسة (رويترز)
مدنيون فروا من المعارك ولاذوا بهذه المدرسة (رويترز)

سير المعارك
ميدانيا، دارت معارك بين الحوثيين والقوات اليمنية المدعومة من الإمارات شمال مطار الحديدة وشرقه، بحسب ما قالته مصادر للجزيرة.

من جهتهم، بث الحوثيون صورا لمواجهات قالوا إنها دارت جنوب المطار، وأكدوا قطع خطوط الإمداد عن القوات الحكومية. وقالت وسائل إعلام حكومية إن اشتباكات دارت في مناطق بمديرية التحيتا جنوب غربي الحديدة.

وقد أعلن التحالف السعودي الإماراتي الأربعاء انتزاع مطار الحديدة من قبضة الحوثيين. وقالت وكالة رويترز إن هذا التحالف يسعى الآن للوصول إلى ميناء الحديدة الذي وصفته بالجائزة الكبرى في هذه العملية العسكرية.

الطريق إلى الميناء
وأوضحت رويترز أن أمام التحالف سبيلين للوصول إلى الميناء: الأول من مطار الحديدة عبر أحياء سكنية سيضطر فيها لخوض معارك تقوض تفوقه الجوي، والثاني هو إنزال بحري سيجعل قواته عرضة لصواريخ الحوثيين وألغامهم.

من جانب آخر، قال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي الذي بث إعلام الحوثيين صورا له في مطار الحديدة في وقت سابق، إن "العدو ومرتزقته في حالة انهيار على الشريط الساحلي".

وأضاف في تغريدة على موقع تويتر أن "عملية التنكيل بهم بدأت، والقبائل اليمنية تتسابق لنيل شرف دحر العدوان".

في تلك الأثناء، أسقطت القوات اليمنية المدعومة من الإمارات طائرة استطلاع مسيرة تابعة للحوثيين قرب مطار الحديدة، كانت تقوم بأعمال تصوير للقوات.

من ناحية أخرى، أعلنت جماعة الحوثي إسقاط طائرة استطلاع تابعة للتحالف السعودي الإماراتي في مديرية الظاهر بمحافظة صعدة على الحدود مع السعودية.

في غضون ذلك، ازدادت وتيرة النزوح في المناطق القريبة من مدينة الحديدة والمطار الذي تجري حوله المعارك. ورصدت كاميرا الجزيرة عددا من العائلات التي تجمعت في مدارس وأبنية سكنية مهجورة في ظل نقص حاد بالغذاء والأدوية وماء الشرب.

المصدر : الجزيرة + وكالات