شمخاني: إستراتيجية بومبيو أحلام ورغبات

Admiral Ali Shamkhani, Iran?s Supreme National Security Council Director, speaks to the media after his arrival at Damascus airport, September 30, 2014. REUTERS/Khaled al-Hariri (SYRIA - Tags: POLITICS CONFLICT CIVIL UNREST)
شمخاني قال إن الوجود الإيراني في سوريا والعراق سيستمر طالما طلب البلدان ذلك (رويترز)
بعد رفضها المطالب الـ12 التي وردت في إستراتيجية وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بشأن التعامل مع إيران أعلنت طهران بوضوح أنها لن تحد من نفوذها في المنطقة، خاصة في سوريا والعراق، فقد قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني في تصريحات له اليوم الثلاثاء إنه لا جديد في الإستراتيجية التي كشف عنها بومبيو أمس لأنها عبارة عن "حزمة من أحلام ورغبات (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب".

وأضاف شمخاني أن حضور إيران في سوريا والعراق مستمر لأنه بالتنسيق مع البلدين ويستهدف محاربة ما سماه الإرهاب، حسب تعبيره. وفي نفس الوقت، أبدى استعداد طهران الكامل لدعم الحلول السياسية لأزمات المنطقة كافة.

ونقل مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز عن شمخاني قوله إن بلاده ستواصل دعمها ما وصفه بمحور المقاومة في وجه الجرائم الإسرائيلية.

وكان إنهاء نفوذ إيران في سوريا والعراق ووقف دعمها حركات مسلحة في المنطقة على غرار حركتي المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين من بين المطالب الـ12 التي وردت أمس في كلمة وزير الخارجية الأميركية.

لكن أمين مجلس الأمن القومي الإيراني قال اليوم إن الإستراتيجية التي كشف عنها بومبيو لن تؤدي إلى تغيير في سياسات إيران بالمنطقة ولا على مستوى العالم.

وأضاف أن إيران موجودة في سوريا والعراق بطلب رسمي من حكومتي البلدين ولن تغادرهما تلبية لرغبة ترامب والولايات المتحدة، وأنها باقية فيهما ما بقي الإرهاب وما دامت بغداد ودمشق تطلبان ذلك، حسب قول شمخاني.

وفي ما يتعلق بالاتصالات الجارية بين إيران والاتحاد الأوروبي من أجل إنقاذ الاتفاق النووي بعد انسحاب الرئيس الأميركي منه مؤخرا قال شمخاني إن الحوار بين طهران وأوروبا فرصة أخيرة لإثبات استقلالها عن سياسة الإملاءات الأميركية.

وقال مدير مكتب الجزيرة في طهران إن إيران دبلوماسيا وسياسيا تعول على الحوار الجاري بينها وبين الاتحاد الأوروبي وعلى موقف روسيا والصين الداعم للاستمرار في الاتفاق النووي، وذلك لصناعة توازن بين إستراتيجية ترامب وأميركا من ناحية وبين بقية الدول المهمة في العالم من ناحية أخرى.

وأشار إلى أن مجلس الأمن القومي الإيراني يقول إن إيران ليست معنية بفتح أي تفاوض مع الأميركيين أو غيرهم خارج إطار الاتفاق النووي في ما يتعلق بالبرنامج الصاروخي.

مطالب مرفوضة
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني بادر برفض المطالب التي وردت في كلمة وزير الخارجية الأميركي، وقال إن من غير المقبول أن تحدد أميركا لإيران ودول العالم ما الذي يجب عليها فعله، مؤكدا أن طهران ستواصل سياستها بدعم من الشعب الإيراني.

وقالت الخارجية الايرانية إن إستراتيجية بومبيو تقوم على ما وصفتها بحزمة أكاذيب، في حين قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية إن سياسة واشنطن خلال السنوات الماضية فشلت في إضعاف البنية الدفاعية والاقتصادية لإيران.

وكان وزير الخارجية الأميركي لوح بفرض عقوبات لا مثيل لها على إيران في حال لم تلب مطالب واشنطن، وقد أعلنت وزارة الخزانة الأميركية اليوم فرض عقوبات على خمسة إيرانيين تقول إن لهم صلات بالحرس الثوري.

من جهتها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إنه ليس هناك حل بديل عن الاتفاق النووي مع إيران.

وفي تعقيبها على إستراتيجية وزير الخارجية الأميركي بشأن إيران جددت موغيريني التأكيد على أن الاتحاد الأوروبي سيلتزم بالتنفيذ الكامل للاتفاق النووي ما دامت إيران تلتزم به.

أما وزير الخارجية الألماني فأكد قبيل مغادرته إلى واشنطن للقاء نظيره الأميركي أنه لا يوجد خيار في الوقت الراهن أفضل من الاتفاق النووي الإيراني.

المصدر : الجزيرة