الطيب وتواضروس.. إياك وتجاهل الفضيلة والقداسة

كومبو شيخ الأزهر والبابا تواضروس
اشتهر المصريون بحبهم للألقاب، وتمسك النافذون منهم بالكثير منها، لكن أحدا لم يتخيل أن يأتي يوم يصدر فيها قرار يحظر على الصحفيين ذكر أسماء معينة دون ألقاب قد تحتاج إلى سطر كامل لكتابتها.
 
فعلها الصحفي العجوز المثير للجدل مكرم محمد أحمد، الذي أصبح منذ شهور رئيسا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، حيث أصدر قرارا هذا نصه:
 
"على جميع القنوات التلفزيونية والشبكات الإذاعية العامة والخاصة، وكذلك الصحف القومية والخاصة، يمنع تماما ذكر اسم شيخ الأزهر دون أن يسبقه، فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وكذا ذكر اسم البابا دون أن يسبقه، قداسة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية".

ونشر موقع المجلس الأعلى للإعلام (حكومي) خبر الحظر الذي بدأ تنفيذه منذ أمس الاثنين 21 مايو/أيار 2018، وأرفقه بخبر آخر يشير إلى أن ما وصفها بجبهة شباب الصحفيين طالبت بتطبيق القرار ووصفته بأنه "يرسخ لقيم ومبادئ نحتاج إليها وحتى يكون هناك قدوة ومثل أعلى نقتدي بهما".

كما نشر موقع الوطن تصريحات خاصة لمكرم قال فيها إن قراره يمثل مجرد محاولة للعودة إلى الأصول والتقاليد، متسائلا "هل يستطيع أحد أن يكتب اسم الملكة إليزابيث على سبيل المثال دون لقبها؟".

undefined

 

انتقاد وسخرية
في المقابل، أثار القرار جدلا على مواقع التواصل غلبت عليه نبرة السخرية، حيث تساءل الكثيرون ممن يعملون بمهنة الصحافة خصوصا، كيف سيضعون عناوين أخبارهم إذا تضمن أحدهما أمرا يخص شيخ الأزهر والبابا.

فحسب القرار الجديد يجب الإشارة إلى شيخ الأزهر بهذه الطريقة، فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب وهو ما يساوي تسع كلمات، بينما يجب الإشارة إلى البابا بأنه قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وهي تسع كلمات أخرى.
فكيف سيضع الصحفي المصري عنوانه إذا كان الخبر عن الرجلين أو حتى عن أحدهما؟

وعلى موقع فيسبوك كتب كثيرون يستغربون ربط احترام الرموز والشخصيات بالألقاب، بينما كتب خالد البلشي العضو السابق بمجلس نقابة الصحفيين المصريين يطالب ساخرا بمزيد من الألقاب للمسؤولين منها خاقان البحرين وسلان البرين، ومهيب الركن موحد المجالس وجامع المناصب.

يذكر أن مكرم محمد أحمد اشتهر بكونه من أقرب الصحفيين إلى السلطة خلال العقود الثلاثة التي تولى فيها الرئيس المخلوع حسني مبارك مقاليد الحكم، وتولى رئاسة مؤسسة دار الهلال كما شغل منصب نقيب الصحفيين أكثر من مرة، كما حجز لنفسه مكانا بين أبرز مؤيدي الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.

وأصبح مكرم البالغ من العمر 83 عاما رئيسا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر بعد أن أصدر السيسي قرارا بتشكيله العام الماضي ليتولى شؤون الإعلام المسموع والمرئي والرقمي، علما بأن وزارة الإعلام كانت قد ألغيت منذ عام 2014.

المصدر : الجزيرة