قبيل إعلان نتائج الانتخابات.. تشكيك وتحذير من أزمة بالعراق

Members of the Sairun list count the results of the election in Basra, Iraq May 13, 2018. REUTERS/Essam al-Sudani
أعضاء في تحالف "سائرون" الذي يضم التيار الصدري يعدون الأصوات في أحد مراكز الفرز بالبصرة (رويترز)

استبقت قوى سياسية عراقية نتائج الانتخابات البرلمانية المنتظر إعلانها الليلة بالتشكيك فيها أو ادعاء تصدرها، بينما حذرت قوى أخرى من أزمة سياسية، خاصة بعد تسجيل أضعف نسبة مشاركة للناخبين منذ 15 عاما.

وقالت قناة "العراقية" الرسمية نقلا عن مسؤول في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إنه من المقرر إعلان النتائج الليلة، إذ يتعين -طبق القانون- إعلان النتائج خلال 48 ساعة من انتهاء التصويت.

وقد طالب ائتلاف "الوطنية" الذي يقوده إياد علاوي بإلغاء نتائج الانتخابات العراقية وتحويل الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال بسبب ما وصفها بالتجاوزات التي رافقت العملية الانتخابية، وتدني مستوى المشاركة فيها إذ لم تتجاوز 44% في حين أنها كانت تفوق 60% في كل الانتخابات التي جرت بعد العام 2003.

وقال الائتلاف في بيان إنه اتخذ هذا الموقف بسبب عزوف الشعب عن المشاركة في الانتخابات بشكل واسع، وانتشار أعمال العنف والتزوير والتضليل وشراء الأصوات، على حد تعبير البيان.

وبالتزامن دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مفوضية الانتخابات إلى إعلان النتائج النهائية وتجنب الضغوطات من الكتل السياسية، وقال إن على الجميع الإذعان أو الطعن بصورة قانونية ورسمية والابتعاد عن التصعيد.

وفي نفس السياق دعا رئيس تحالف "القرار العراقي" أسامة النجيفي إلى الهدوء والحوار لمعالجة ما سماها الأزمة الحالية التي يمر بها العراق بسبب النتائج السلبية لانخفاض نسبة التصويت في الانتخابات. وقال النجيفي في بيان إن تدني المشاركة، وعدمَ قناعة كثير من التحالفات السياسية بنتائج الانتخابات، سيَدفعان العراق إلى أزمة جديدة.

كما حث رئيس مجلس النواب سليم الجبوري الأطراف التي شاركت في الانتخابات على التعاون والتنسيق لتشكيل حكومة قادرة على تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب، وقال إن على الحكومة القادمة أن تعمل على معالجة الأخطاء السابقة.

وقال مدير مكتب الجزيرة وليد إبراهيم إن المواقف التي صدرت اليوم الأحد عن شخصيات سياسية عراقية بسبب تدني المشاركة، والتزوير المفترض، وضبابية إجراءات مفوضية الانتخابات يضع العراق في موقف لا يحسد عليه. وأضاف أن العراق ربما يكون مقبلا على أزمة قد يصعب الخروج منها، مشيرا إلى بوادر رفض النتائج قبل الإعلان عنها.

صراع الصدارة
وباتت قوى سياسية عراقية تتحدث علنا عن أزمة محتملة فيما ادعى أكثر من طرف أنه الفائز في هذه الانتخابات. وقد أعلن ائتلاف النصر الذي يقوده رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي أنه متقدم في النتائج.

وكانت وكالة رويترز نقلت عن مصدر في مفوضية الانتخابات ومسؤول أمني أن نتائج أولية غير رسمية تشير إلى تصدر قائمة العبادي، تليها قائمة تحالف "سائرون" التي تضم التيار الصدري وأحزابا أخرى. ووفق بعض المصادر فإن الائتلاف الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي يأتي في المرتبة الثانية.

لكن تحالف "الفتح" (الذي يمثل بالأساس الأذرع السياسية لفصائل الحشد الشعبي) أكد اليوم أنه في الصدارة، وفق بيانات جمعها بنفسه من مراكز فرز الأصوات.

بدورها، رفضت ستة أحزاب كردية عراقية نتائج الانتخابات، وطالبت خلال اجتماع في السليمانية بإعادة إجرائها لوجود تلاعب بالنتائج لصالح حزبي السلطة في إقليم كردستان العراق: الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، على حد قولها.

وكانت مدينة السليمانية قد شهدت اشتباكات مسلحة عقب أنباء عن فوز حزب الاتحاد الوطني بأغلبية المقاعد على حساب أحزاب منافسة مثل حركة التغيير.

المصدر : الجزيرة