عشرات الغارات جنوب دمشق واستمرار التهجير بالقلمون
صعدت قوات النظام السوري وروسيا من قصفهما للمناطق المحاصرة جنوبي العاصمة دمشق، وقالت مصادر إعلامية مقربة من النظام اليوم إن عشرات الغارات استهدفت أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن وسط اشتباكات هي الأعنف منذ بدء حملة النظام قبل ثلاثة أيام.
وقال مراسل الجزيرة في سوريا إن عشرة مدنيين بينهم ثلاثة من عائلة واحدة قتلوا وأصيب العشرات بجروح في الأيام الثلاثة الماضية، جراء قصف قوات النظام وروسيا حيي مخيم اليرموك والحجر الأسود جنوب دمشق.
وقد أدى القصف المكثف أيضا إلى دمار في الأبنية وممتلكات المدنيين. يأتي ذلك بينما تستمر عمليات التهجير من منطقة القلمون الشرقي لمقاتلي المعارضة وعائلاتهم.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر طبية أن مستشفيات المنطقة في جنوب دمشق تعاني من نقص في الإمكانيات الطبية، جراء حصار قوات النظام والقصف المستمر.
وقالت مصادر إعلامية مقربة من النظام لوكالة الأنباء الألمانية إن اشتباكات عنيفة جدا تجري بين جيش النظام والفصائل المسلحة قرب بلدية اليرموك في مخيم فلسطين، وسط رمايات مدفعية وصاروخية وجوية كثيفة على نقاط المسلحين في محاور القدم والحجر الأسود ودوار فلسطين جنوب العاصمة".
وحسب المصادر، قصفت مدفعية جيش النظام وراجمات الصواريخ مئات القذائف المدفعية والصاروخية.
في المقابل قال التلفزيون السوري الرسمي إن وحدات من قوات النظام استهدفت بضربات مركزة ما وصفتها بأوكار وتحصينات المجموعات المسلحة في الحجر الأسود جنوب دمشق، وأضاف أن "المجموعات الإرهابية" تراجعت من الخط الأمامي الأول، بسبب الضربات المكثفة.
يذكر أن قوات النظام وروسيا صعدتا من قصفهما وعملياتهما العسكرية على مناطق سيطرة تنظيم الدولة والمعارضة المسلحة المحاصرة جنوب دمشق، بهدف فرض اتفاقيات تسوية وإخراجهم من جنوب العاصمة.
وبدأت قوات النظام مساء يوم الخميس الماضي عملية عسكرية للسيطرة على أحياء التضامن والحجر الأسود ومخيم اليرموك الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة وجبهة النصرة وفصائل أخرى من المعارضة السورية.
تهجير القلمون
في غضون ذلك غادر مئات من مقاتلي المعارضة السورية وعائلاتهم السبت بلدات في القلمون الشرقي بريف دمشق ضمن عمليات إجلاء جديدة نحو شمالي سوريا بعد مدة وجيزة من إخلاء الغوطة الشرقية من الفصائل المسلحة إثر حملة عسكرية واسعة من قبل النظام السوري وروسيا
وقالت وسائل إعلام سورية إن حافلات تقل مسلحين وعائلاتهم غادرت بلدات الرحيبة والناصرية وجيرود التي تقع في منطقة جبلية وتبعد نحو أربعين كيلومترا شمال شرق دمشق بموجب اتفاق مع الروس.
وتحدثت قناة الإخبارية السورية عن مغادرة 3200 من مسلحي المعارضة وعائلاتهم نحو الشمال السوري، مشيرة إلى أن عمليات الإجلاء من البلدات الثلاث ستستمر ثلاثة أيام. ووفق مصادر مختلفة، فإن من أبرز الفصائل المشمولة بهذا الاتفاق جيش الإسلام وأحرار الشام وقوات الشهيد أحمد العبدو وشهداء القريتين.
كانت مصادر للجزيرة قالت في وقت سابق إن 15 حافلة تتجهز للخروج من مدينة الرحيبة إلى نقطة التفتيش الأولى عند حاجز القطيفة في ريف دمشق، وأفادت تقارير بتجهيز 40 حافلة لنقل المشمولين بالإجلاء إلى محافظتي حلب وإدلب، في حين توجه عشرات من المقاتلين نحو مخيم الركبان عند الحدود السورية مع الأردن والعراق.
وكانت عمليات الإجلاء الجديدة في القلمون الشرقي انطلقت بتهجير مئات من مقاتلي المعارضة وعائلاتهم من مدينة الضمير بمقتضى اتفاق مماثل ينص على خروج الرافضين للتسوية مع النظام نحو الشمال السوري.