روسيا تعرض على المعارضة قتال تنظيم الدولة بالقلمون
قالت مصادر للجزيرة إن الجانب الروسي قدّم عرضا لفصائل المعارضة السورية المسلحة للبقاء في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق، على أن تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، في حين يستمر إجلاء مقاتلين ومدنيين من المنطقة.
وأضافت المصادر أن العرض الروسي جاء بعد هجوم شنه مسلحو تنظيم الدولة على مواقع في منطقة القلمون الشرقي بالبادية السورية بالتزامن مع إبرام الاتفاق بين المعارضة والنظام، والذي يقضي بخروج من يرغب من مقاتلي المعارضة المسلحة والمدنيين إلى الشمال السوري.
وتداول ناشطون في وسائل التواصل شريط فيديو يظهر مَن قيل إنه جنرال روسي يفاوض مقاتلين من المعارضة ومدنيين بشأن بقائهم في القلمون الشرقي مع تقديم ضمانات للبقاء وعدم المساءلة ضد أي شخص، كما يُظهر شكوى بعض الأهالي من اعتقالات شملت معارف لهم على أيدي النظام السوري، رغم اتفاقات المصالحة.
وبدأ أمس إجلاء مئات من مقاتلي المعارضة وأسرهم من بلدات الرحيبة وجيرود والناصرية وقرى بالمنطقة، بموجب اتفاق رعته روسيا، ويقضي بمغادرة أكثر من ثلاثة آلاف شخص نحو محافظتي حلب وإدلب (شمالي سوريا).
وقبل أيام بدأ تنفيذ اتفاق آخر يخص مدينة الضمير التي تقع بدورها في القلمون الشرقي (أربعين كيلومترا تقريبا شمال شرق دمشق)، وكانت الضمير ضمن المناطق المشمولة بما يعرف باتفاقات المصالحة.
وقال مراسل الجزيرة معن الخضر إن دفعة أولى من المهجرين من القلمون الشرقي تضم 1200 شخص وصلت إلى ريف حلب الشرقي، وهي في طريقها إلى منطقة جنديرس بريف عفرين، حيث سيقيمون في مخيمات.
وأضاف أن دفعات أخرى من المهجرين في طريقها للشمال السوري، موضحا أن بعض مقاتلي المعارضة من هيئة تحرير الشام وأحرار الشام سيذهبون إلى محافظة إدلب، وأشار المراسل إلى جدل في أوساط مؤيدي الثورة بشأن سرعة الاتفاق مع النظام والروس، وتسليم المعارضة المسلحة كميات كبيرة من السلاح في القلمون الشرقي.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية إن ما سمتها "التنظيمات الإرهابية" في القلمون الشرقي سلّمت كميات كبيرة من الأسلحة، بينها صواريخ أميركية وإسرائيلية الصنع، حسب وصفها.
حمص واليرموك
من جهة أخرى، قالت المعارضة السورية المسلحة في ريف حمص إنها صدت قوات النظام التي حاولت التقدم نحو قرى الحمرات وسليم، وقتلت عددا من جنوده ودمرت آليات عدة.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن عددا من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، أصيبوا بجروح إثر قصف بالصواريخ استهدف قريتي عز الدين وديرفول (شمال شرق حمص). كما شن سلاح الجو التابع للنظام السوري غارات على قرى عيدون والدلاك والقنيطرات، وهو ما أسفر عن أضرار مادية.
كما أفاد مراسل الجزيرة بمقتل عشرة مدنيين، بينهم ثلاثة من عائلة واحدة، وإصابة عشرات خلال الأيام الثلاثة الماضية جراء قصف قوات النظام وروسيا مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود في أطراف دمشق الجنوبية.
ونقل المراسل عن مصادر طبية قولها إن مستشفيات المنطقة تعاني من نقص في الإمكانيات الطبية جراء حصار قوات النظام والقصف المستمر، وشمل القصف الجوي حي الحجر الأسود، وكانت قوات النظام كثفت قصفها على مخيم اليرموك وحيي القدم والحجر الأسود؛ سعيا لحمل مسلحي تنظيم الدولة على الانسحاب من المنطقة.