اليمن: من لم يمت بالحرب مات بتوابعها

Dominik Stillhart, Director of Operations for the International Committee of the Red Cross (ICRC), visits patients at a hospital in Sanaa, Yemen, May 12, 2017. REUTERS/Mohamed al-Sayaghi
مرضى الفشل الكلوي والسكري معرضون للموت إذا حرموا العلاج لمدة أسبوعين (رويترزـ أرشيف)

قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر المنتهية ولايته في اليمن ألكسندر فيت إن من يموتون هناك الآن بسبب الآثار غير المباشرة للصراع أكثر ممن يموتون بالقصف والهجمات البرية.

وأوضح أن ألفي مواطن يمني ماتوا في الأشهر الست الأخيرة بسبب الكوليرا والإسهال المائي الحاد، مشيرا إلى تداعي النظام الصحي في معظم المدن، إلى جانب غياب السلع الأساسية وأسعارها المرتفعة للغاية إذا وجدت.

جاءت تصريحات فيت خلال لقاء أمس الجمعة مع مجموعة من المراسلين في الأمم المتحدة، ذكر فيه أنه طاف بعدد من العواصم الغربية، منها برلين وبروكسل وباريس وواشنطن لإيصال رسالة مفادها أن "الوضع في اليمن ونتائج الآثار غير المباشرة للأعمال القتالية خطيرة حقا، وأن الكثير من الناس يموتون الآن بسبب التأثير غير المباشر للأعمال العدائية". 

وحول تأثير تلك الحالة على عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر قال إن اللجنة تدعم ستة مراكز لغسيل الكلى في الشمال، حيث لا يوجد آخرون يعملون في هذا المجال هناك، كما توفر الإنسولين للذين يعانون من مرض السكري، وبالنسبة للأشخاص الذين تعتمد حياتهم على هذه الأدوية فإنهم سيفارقون الحياة، إذا لم يحصلوا عليها لمدة أسبوع واحد".
 
كما أشار إلى أن الحرب أضرت أيضا محطات توليد الكهرباء، وقدرت نسبة من تتوفر لهم الكهرباء في اليمن بـ10 فقط من سكان البلدات والمدن اليمنية، مضيفا أن المولدات ضرورية ليس فقط للكهرباء بل لتشغيل محطات ضخ إمدادات المياه.

‪مجموعة من جثامين ضحايا إحدى الغارات الجوية للتحالف على الحديدة قبل نحو شهرين‬ (رويترز)
‪مجموعة من جثامين ضحايا إحدى الغارات الجوية للتحالف على الحديدة قبل نحو شهرين‬ (رويترز)

كفي حصارا وحرمانا
وبشأن تصوره للحلول الأكثر نجاعة في ظل الأوضاع الراهنة، قال فيت "إن المساعدات الإنسانية لن تكون الحل، والحياة الاقتصادية هي المفتاح، ولا يمكن لدولة أن تعتمد على المساعدات الإنسانية، والمهم للغاية أيضا هو استئناف الواردات والحياة التجارية".

ويرى فيت أنه من الأهمية بمكان أن تسمح السلطات السياسية والعسكرية بالسلع الأساسية في جميع مناطق اليمن، كما أكد أنه يجب على جميع الأطراف الجلوس لمعرفة ما يمكن عمله لتسريع الشحن التجاري، خاصة في ميناء الحديدة.
 
وكان رئيس الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارك لوكوك أعلن أمام مجلس الأمن الثلاثاء الماضي أن اليمن "لا يزال أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وأن ثلاثة أرباع السكان الذين يتجاوز عددهم 22 مليون نسمة يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بشكل عاجل، بما في ذلك 8.4 ملايين شخص يكافحون للعثور على الغذاء.

يذكر أن اليمن قبل اندلاع الحرب كان يستورد 90% من احتياجاته من المواد الغذائية الأساسية والأدوية والوقود، لكن لوكوك قال إن التأخير في الموانئ والنقص أديا إلى زيادات حادة في أسعار المواد الغذائية والضروريات المنزلية؛ مما أجبر مئات الآلاف من الأسر المعوزة على التحول إلى المساعدات الإنسانية من أجل البقاء.

المصدر : أسوشيتد برس