استقبال ملكي واحتجاجات بانتظار ابن سلمان ببريطانيا

قالت مصادر دبلوماسية إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ستجري اليوم محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن العلاقات الثنائية وملف اليمن، كما يتوقع أن تخرج احتجاجات في لندن منددة بدور السعودية وبريطانيا في الحرب اليمنية التي أودت بحياة آلاف وتجويع الملايين.

ويضم الوفد الرسمي لولي العهد -الذي حل أمس ببريطانيا- عددا من الوزراء والمسؤولين مثل وزير الدولة مساعد بن محمد العيبان ووزيرا التجارة والاستثمار ماجد القصبي والصحة توفيق الربيعة والخارجية عادل الجبير. وسيلتقي محمد بن سلمان ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية وولي عهدها الأمير تشارلز.

وتهدف زيارة الأمير ابن سلمان، التي تأتي ضمن أولى جولاته الخارجية بعد توليه ولاية العهد، إلى إقناع بريطانيا بأن الإصلاحات التي تجريها بلاده جعلت السعودية مكانا أفضل للاستثمارات ومجتمعا أكثر تسامحا، بالمقابل تبحث لندن عن تمتين علاقاتها السياسية والأمنية والاقتصادية مع الرياض في وقت تستعد فيه للخروج من الاتحاد الأوروبي.

صفقة الأسلحة
ومن المتوقع أن تثير الزيارة احتجاجات منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان بسبب موافقة بريطانيا على صفقة أسلحة للسعودية بقيمة 4.6 مليارات جنيه إسترليني (6.4 مليارات دولار) منذ بداية الصراع في اليمن الذي قتل فيه أكثر من عشرة آلاف شخص حتى الآن.

وقالت الحكومة البريطانية أمس الثلاثاء إن رئيسة الوزراء تيريزا ستبحث الوضع الإنساني في اليمن مع ولي العهد السعودي، وقال متحدث باسم الحكومة إن ماي ستعبّر لابن سلمان "عن القلق العميق إزاء الوضع الإنساني" في اليمن.

وأضاف المتحدث أن الحكومة البريطانية "تأخذ على محمل الجد البالغ المزاعم بانتهاك القانون الدولي" في هذا البلد، وتأمل في إتاحة "وصول إنساني وتجاري بلا عراقيل، بما في ذلك عبر الموانئ" لمساعدة المدنيين.

وقال ولي العهد السعودي في تصريحات صحفية في مصر إن الحرب في اليمن اقتربت من نهايتها بعد تحقيق أهدافها المتمثلة في استعادة الشرعية في مواجهة المتمردين الحوثيين، كما دافع وزير الخارجية السعودي أمس عما وصفها بـ "الحرب العادلة" التي تشنها بلاده في اليمن.

وقال الجبير في تصريحات لراديو 4 التابع للبي بي سي "إنهم ينتقدوننا بسبب الحرب في اليمن التي لم نكن نرغب بها، ولكنها فرضت علينا".

المعارضة البريطانية
وطالب زعيم حزب العمال المعارض ببريطانيا جيريمي كوربن رئيسة الوزراء البريطانية بإعلان وقف مبيعات السلاح البريطانية للرياض بالتزامن مع لقائها ولي العهد السعودي.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنه يتعين على رئيسة الوزراء البريطانية ووزير خارجيتها بوريس جونسون توجيه رسائل صارمة لولي العهد السعودي خلال زيارته بريطانيا. وأضافت المنظمة الحقوقية أن ولي العهد السعودي، الذي وصفته بالحاكم الفعلي للسعودية، لا يروج للإصلاح داخل السعودية ولا للسلام في اليمن، على عكس الانطباع الذي يتم الترويج له.

ومن المتوقع أن تنظم حملة "أوقفوا الحرب" تجمعا أمام مسكن رئيسة الوزراء البريطانية اليوم في الساعة الخامسة مساء بتوقيت غرينتش لإدانة "القصف الوحشي وغير المشروع" الذي تشنه السعودية في اليمن، ودعم بريطانيا للنظام السعودي.

كما ستنظم جماعة "أنقذوا الأطفال" فعالية للتعبير عن رفض الحرب اليمنية بوضع تمثال بالحجم الطبيعي لطفل بالقرب من البرلمان البريطاني "للفت الأنظار إلى العنف الذي تشارك القنابل البريطانية الصنع في تغذيته".

المصدر : الجزيرة + وكالات