قضية عيتاني بلبنان.. السجين بريء والضابط متهم

عفيف دياب-بيروت

تحوّلت قضية الفنان اللبناني زياد عيتاني إلى مادة للتراشق السياسي والإعلامي حاولت كل من الرئاسة ورئاسة الوزراء في لبنان التخفيف من حدته بدعوة الجميع للالتزام بسرية التحقيق وإبعاد القضية عن التجاذب، في حين دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط "أهل السلطة" للاعتذار.

وبدأت فصول القضية حينما أوقف جهاز أمن الدولة يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عيتاني للاشتباه في أنه قام بـ"التخابر والتواصل والتعامل" مع إسرائيل ليحال الممثل الشاب في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى القضاء العسكري، لكن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق فاجأ اللبنانيين بإعلانه أمس خبر "براءة" عيتاني بالتزامن مع إيقاف السلطات الأمنية الجمعة المقدّم سوزان الحاج للاشتباه في تورّطها في تلفيق تهمة التعامل مع إسرائيل للفنان اللبناني.

فقد قال الرئيس ميشال عون إن ما تناقلته وسائل الإعلام وما صدر من مواقف بشأن عمل الأجهزة الأمنية والتحقيقات التي تجريها في قضية زياد عيتاني هو خارج عن إطار الأصول والقواعد القانونية التي تحفظ سرية التحقيق.

ودعا عون إلى ضرورة التزام الجميع بسرية التحقيق، وشدد على إبقاء الملفات التي يتابعها القضاء بعيدا عن أي استغلال.

‪عيتاني أوقف للاشتباه في قيامه بـ
‪عيتاني أوقف للاشتباه في قيامه بـ"التخابر والتواصل والتعامل" مع إسرائيل‬  (مواقع التواصل الاجتماعي)

أهل السلطة
من جهته، دعا رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري لسحب قضية الفنان عيتاني والتوقف عن استغلالها لأغراض تسيء إلى دور القضاء والأمن، منتقدا التجاذب السياسي والإعلامي بشأنها.

وكان لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي موقف آخر، إذ طالب "أهل السلطة" بالاعتذار والاستقالة. وأضاف جنبلاط في تغريدة عبر تويتر "الفضائح التي في جعبتهم لا تعد ولا تحصى"، والأخطر وفق جنبلاط "أنهم خلقوا مناخا من التشكيك في الأجهزة الأمنية سيستفيد منه الإسرائيلي إلى أقصى حد، وبالتالي تعرضون الأمن الوطني بجهلكم للخطر".

ورد وزير العدل اللبناني سليم جريصاتي على كلام جنبلاط بتغريدة مضادة رفض فيها تقديم الاعتذار، وقال إن الشعب اللبناني "لا يعتذر من أحد، ولا يليق بأي مسؤول تقديم أوراق الاعتماد الانتخابية عن طريق مثل هذا الاعتذار"، مضيفا أن إعلان البراءة أو الإدانة من اختصاص القضاء وحده.

 جنبلاط دعا
 جنبلاط دعا "أهل السلطة" في لبنان للاعتذار والاستقالة (الجزيرة)

مباشرة التحقيق
في هذه الأثناء، باشرت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي التحقيق مع سوزان الحاج بعد ورود اسمها في تحقيق كانت قد أجرته الشعبة مع أحد القراصنة الإلكترونيين المتهم باختراق حسابات الممثل عيتاني على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تلفيق تهمة التعامل مع إسرائيل وإبلاغ جهاز أمن الدولة بالأمر.

وقال مصدر أمني لمراسل الجزيرة إن التحقيق الجديد أدى إلى اكتشاف أن حسابات عيتاني على مواقع التواصل الاجتماعي كانت مخترقة، وأن طرفا آخر مجهولا يقوم بتشغيلها. وأضاف المصدر أن التحقيق التقني أفضى إلى طرف خيط أوصل للشخص الذي اخترق حسابات عيتاني. وتابع أن "القرصان" وقع في قبضة شعبة المعلومات حيث اعترف بما نسب إليه، معلنا أمام المحققين عن من دفعه إلى هذا الفعل.

وصرح وكيل الفنان زياد عيتاني المحامي رامي عيتاني للجزيرة نت أن الإفراج عن موكله سيكون في القريب العاجل و"نحن ننتظر قرار قاضي التحقيق"، مفضلا عدم الخوض في تفاصيل الملف القانونية والقضائية والأمنية قبل إصدار قاضي التحقيق قراره.

براءة الفنان

رنا عيتاني:
نحن تربينا في بيت قومي عربي، وموضوع التعامل مع إسرائيل خط أحمر وتاريخ منزلنا في مقاومة إسرائيل لا يمكن لأحد أن يسيء إليه

وتابع أن زياد "دفع ثمنا غاليا ونحن كانت لدينا شكوك وعرفنا أن القضية مركبة بعد اطلاعنا على الملف".

من جهتها، قالت رنا عيتاني شقيقة زياد للجزيرة نت إنها كانت متأكدة من براءة الفنان "منذ اللحظة الأولى". وأضافت "نحن تربينا في بيت قومي عربي، وموضوع التعامل مع إسرائيل خط أحمر، وتاريخ منزلنا في مقاومة إسرائيل لا يمكن لأحد أن يسيء إليه".

يشار إلى أن عيتاني ممثل لبناني يبلغ عمره حوالي أربعين عاما، ذاع صيته خلال السنوات الماضية في أعمال مسرحية هزلية تناولت خصوصا تاريخ مدينة بيروت وعاداتها والتغيّرات التي طرأت عليها في العقود الماضية.

المصدر : الجزيرة + وكالات