النابالم الروسي يفتك بمدنيي الغوطة

أفاد مراسل الجزيرة في سوريا بمقتل 37 مدنيا حرقا جراء قصف روسي بـالنابالم الحارق على ملجأ في مدينة عربين بالغوطة الشرقية ليلة أمس الخميس، بينما وصلت أولى دفعات المهجرين من حرستا إلى شمال البلاد.

وذكر بيان نشره الدفاع المدني (الخوذ البيض) على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي، اليوم الجمعة، أن طائرات حربية قصفت بقنابل النابالم ملجأ يختبئ فيه مدنيون في بلدة عربين في الغوطة الشرقية.

وأضاف البيان أن القصف أسفر عن مقتل 37 مدنيا حرقا أغلبهم نساء وأطفال وفقا للبيانات الأولية، مشيرا إلى أن المدنيين لا يتمكنون من الخروج من الملاجئ بسبب شدة الغارات الجوية للنظام وروسيا على المنطقة.

وكانت مصادر طبية قد ذكرت أن قوات النظام السوري قصفت بغاز الكلور السام مدينة زملكا بالغوطة الشرقية، كما شنت طائرات النظام السوري وروسيا أكثر من 25 غارة جوية بالفوسفور الحارق والصواريخ الارتجاجية على مدينة دوما وحتى المناطق المشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، الذي قال فيلق الرحمن أحد أكبر فصائل المعارضة، إنه دخل حيز التطبيق الليلة الماضية.

وتعرضت مدينة دوما منذ منتصف الليل حتى صباح اليوم إلى ثلاثين غارة جوية محملة أغلبها بمادة الفسفور الحارق ومنها غارات بالقنابل العنقودية.

قصف وهجوم
وقد عملت فرق الدفاع المدني على الاستجابة العاجلة لأحداث القصف، كما سجل الدفاع المدني سقوط عشرة قتلى جراء الغارات الجوية التي استهدفت دوما يوم أمس الخميس.

وبحسب مراسل الجزيرة فإن 32 مدنيا قتلوا وأصيب العشرات في قصف قوات النظام وروسيا على مدن وبلدات الغوطة الشرقية يوم أمس.

يأتي ذلك بينما أعلن فيلق الرحمن التابع للمعارضة المسلحة توصله إلى تفاهم يقضي بوقف إطلاق النار في مناطق سيطرته بالغوطة الشرقية يبدأ عند الساعة الواحدة من صباح اليوم الجمعة.

ويتبع وقف إطلاق النار بحسب الفيلق مفاوضات مع الجانب الروسي، لأجل التوصل إلى اتفاق بشأن مناطق سيطرة الفيلق في الغوطة الشرقية.

وفي تطورات ميدانية متصلة، تشن قوات النظام السوري هجوما عنيفا جدا على مدينة زملكا يترافق مع قصف جوي ومدفعي وصاروخي عنيف جدا.

وفي حال تمكنت قوات النظام من السيطرة على زملكا فهذا يعني حصار حي جوبر بشكل شبه كامل، كما تضغط هذه القوات أيضا للسيطرة على عين ترما، لحصار جوبر من جميع الجهات.

‪مدنيون يخرجون من الغوطة الشرقية فرارا من حملة دامية يشنها النظام السوري وروسيا‬  (رويترز)
‪مدنيون يخرجون من الغوطة الشرقية فرارا من حملة دامية يشنها النظام السوري وروسيا‬  (رويترز)

تهجير واتفاق
في الأثناء، وصلت أولى دفعات السوريين المهجرين من منطقة حرستا في الغوطة الشرقية إلى مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في إدلب شمالي سوريا، وفقا لما نقله مراسل الجزيرة.

يأتي ذلك تنفيذا لبنود الاتفاق بين المعارضة والجانب الروسي لخروج ما يقارب من ستة آلاف شخص من حرستا إلى شمال سوريا.

وفي وقت سابق أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن نحو 1900 مسلح تابعين لأحرار الشام غادروا مدينة حرستا في الغوطة الشرقية برفقة عائلاتهم باتجاه محافظة إدلب.

وقال بيان للوزارة إنه جرى تخصيص خمسين حافلة لنقل المسلحين وعائلاتهم إلى إدلب بمرافقة الشرطة السورية ورقابة العسكريين الروس.

وتتعرض الغوطة، التي يقطنها نحو أربعمئة ألف مدني، منذ أسابيع لحملة عسكرية تعتبر الأشرس من قبل النظام السوري وداعميه، أدت إلى مقتل وجرح مئات المدنيين بينهم أطفال ونساء.

وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بالإجماع في 24 فبراير/شباط الماضي بوقف فوري لإطلاق النار لمدة 30 يوما ورفع الحصار المفروض على الغوطة الشرقية منذ سنوات، غير أن النظام السوري لم يلتزم بالقرار.

المصدر : الجزيرة + وكالات