مجازر تلاحق السوريين في الملاجئ

صورة نشرها الدفاع المدني بمحافظة إدلب تظهر أحد عناصره أثناء انتشاله أحد الأطفال الذين قتلوا في غارة روسية على ملجأ قرب مدرسة في بلدة كفر بطيخ
صورة نشرها الدفاع المدني بإدلب لأحد عناصره أثناء انتشاله أحد الأطفال القتلى في غارة روسية على ملجأ ببلدة كفر بطيخ

تعرض ملجأ في مدرسة بريف إدلب (شمالي سوريا) لقصف جوي خلّف مجزرة معظم ضحاياها من الأطفال، بعد يوم من مجزرة مماثلة في ملجأ بريف دمشق، كما تتواصل الهجمة الشرسة على الغوطة الشرقية التي ستشهد إجلاء آلاف المدنيين والمقاتلين من مدينة حرستا بموجب اتفاق "توسطت" فيه روسيا.

فقد أفاد مراسل الجزيرة بأن 22 مدنيا -أغلبهم أطفال- قتلوا في بلدة كفر بطيخ بريف إدلب الجنوبي، وأضاف أن الطائرات الروسية قصفت الأحياء السكنية وأحد الملاجئ في البلدة؛ مما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين ودمار كبير لمنازل وممتلكات السكان.

وأكد الدفاع المدني بإدلب في صفحته الرسمية بموقع فيسبوك أن القصف على الملجأ القريب من المدرسة نفذه الطيران الحربي السوري، وقال إن حصيلة الغارة بلغت عشرين قتيلا؛ هم 16 طفلا وثلاث نساء ورجل.

وكانت غارات روسية استهدفت أمس تجمعا لخيام النازحين في بلدة حاس جنوب مدينة إدلب، وأسفرت عن مقتل عشرة نازحين، بينهم ستة أطفال وسيدتان. ومساء الاثنين، تعرض ملجأ في مدينة عربين بالغوطة الشرقية للقصف، مما أسفر عن مقتل 16 طفلا وأربع نساء، وفق ناشطين.

وفي الآونة الأخيرة، تواترت تأكيدات من ناشطين وفصائل المعارضة السورية المسلحة بأن قوات النظام السوري وروسيا تستهدفان الملاجئ التي يحتمي بها المدنيون بصواريخ ارتجاجية تخترق التحصينات تحت الأرض.

قصف وإجلاء
وتواصلت اليوم الحملة العسكرية على الغوطة الشرقية، حيث استهدف قصف جوي ومدفعي عدة بلدات على غرار دوما وعين ترما وعربين وحرستا، مخلفا المزيد من القتلى بين المدنيين.

وقال مراسل الجزيرة في سوريا إن 73 مدنيا على الأقل قتلوا وجرح العشرات جراء قصف مكثف على الغوطة الشرقية خلال 24 ساعة الماضية، وكان أكثر من 1500 مدني قتلوا في الحملة التي بدأت قبل شهر.

ونقل عن مراصد المعارضة أن طائرات روسية شاركت في القصف، مستخدمة صواريخ محملة بالفوسفور والقنابل العنقودية المحرمة دوليا، وكانت موسكو نفت سابقا مشاركة طائراتها بالقصف.

وتابع المراسل أن قوات النظام السوري شنت هجمات جديدة من محور أراضي الزور في كفربطنا ومحوري وادي عين ترما وحزة بالجهة الجنوبية للغوطة لاقتحام تلك المناطق المحاصرة وتضيق الخناق أكثر على فصائل المعارضة.

وبينما تركز قوات النظام وحلفاؤها عملياتهم على الأجزاء الجنوبية من الغوطة، شن فصيل جيش الإسلام في اليومين الماضيين هجوما مضادا في مسرابا شرقا، وقال إنه استعاد مواقع وقتل عشرات الجنود النظاميين.

في الأثناء، أفاد الإعلام الحربي التابع للنظام السوري بإبرام اتفاق بين النظام والمعارضة المسلحة يقضي بإخلاء مدينة حرستا من مقاتلي المعارضة ومن يرغب من المدنيين ونقلهم صباح غد الخميس إلى إدلب.

بدوره، ذكر الإعلام الحربي التابع لحزب الله اللبناني أن نحو 1500 مسلح وستة آلاف من أفراد أسرهم سيبدؤون الخميس مغادرة حرستا نحو إدلب بموجب الاتفاق، مضيفا أن عملية الإجلاء ستكون على  دفعتين.

وقال مصدران في المعارضة السورية أمس إنه تم التوصل لاتفاق بوساطة روسية لإجلاء مقاتلي حركة أحرار الشام من حرستا. وكانت روسيا تحدثت سابقا عن مفاوضات مع الفصائل المسلحة في الغوطة.

المصدر : الجزيرة