بعد عشر سنوات.. إسرائيل تعترف بتدمير مفاعل نووي سوري

a satellite imagery of a suspected nuclear facility after being completely destroyed by an Israeli airstrike in September 2007
صورة بالأقمار الصناعية لمنشأة يشتبه في أنها المفاعل النووي السوري بدير الزور الذي دمرته إسرائيل عام 2007 (الأوروبية)

اعترفت إسرائيل رسميا اليوم الأربعاء بتدميرها ما قالت إنه مفاعل نووي سوري في محافظة دير الزور شرقي سوريا بغارة جوية عام 2007.

وجاء الاعتراف بعد أكثر من عشر سنوات من التكتم لترفع السلطات الإسرائيلية على إثره السرية عن مواد تشمل صورا وتسجيلا مصورا من قمرة قيادة طائرة للحظة التي دمرت فيها ضربة جوية منشأة الكبر في الصحراء القريبة من دير الزور على مسافة أكثر من 480 كيلومترا داخل سوريا.

ومع أن كل أصابع الاتهام أشارت حينها إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي هو الذي شن تلك الغارة إلا أنها المرة الأولى التي تعلن فيها تل أبيب صراحة مسؤوليتها عن تدمير المنشأة السورية.

وكانت المقاتلات الإسرائيلية قد استهدفت المفاعل النووي السوري في عهد رئيس الوزراء إيهود أولمرت في 5 سبتمبر/أيلول 2007.

وما إن كشف النقاب عن الغارة حتى انبرى مسؤولون إسرائيليون للتعليق عنها بلهجة انطوت على تهديد وتباه، فقد قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن على الجميع في الشرق الأوسط استيعاب الدرس من الضربة الإسرائيلية للمفاعل السوري.

وأضاف ليبرمان في بيان أن "دوافع عدونا ازدادت في السنوات الأخيرة، لكن جبروت قوات الدفاع الإسرائيلية ازداد منعة هو الآخر".

بدوره، قال رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت في بيان صادر اليوم إن "الرسالة من الهجوم على المفاعل النووي في 2007 هي أن دولة إسرائيل لن تسمح ببناء قدرات تهدد وجودها".

وشدد قائلا "كانت هذه رسالتنا في 2007 وتظل رسالتنا اليوم وستكون رسالتنا في المستقبل القريب والبعيد".

واعتبر قائد سلاح الجو الإسرائيلي عميكام نوركين قرار تدمير المفاعل النووي السوري بأنه "كان الأهم في السبعين سنة الأخيرة".

ويتزامن هذا الاعتراف مع تحذيرات ظلت إسرائيل تطلقها مؤخرا مما تزعم أنه خطر قادم من تعزيز طهران وجودها العسكري في سوريا ودعواتها إلى تعديل أو إلغاء الاتفاق المبرم بين الدول العظمى وإيران بشأن برنامجها النووي.

ورفض متحدث عسكري إسرائيلي الرد على سؤال بشأن سبب رفع السرية عن هذه الوثائق في هذا التوقيت بالذات، وما إذا كان الهدف من ورائه توجيه تحذير لإيران بسبب أنشطتها في سوريا.

وسعت إسرائيل إلى تجنب التدخل المباشر في الحرب الأهلية السورية التي اندلعت عام 2011، لكنها اعترفت بتنفيذ غارات جوية في سوريا لمنع إرسال شحنات أسلحة إلى حزب الله اللبناني الذي يقاتل عناصره في سوريا دعما لنظام الرئيس بشار الأسد.

وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد دمر في 1981 مفاعل تموز النووي في العراق على الرغم من معارضة واشنطن تلك الخطوة في حينه.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية + رويترز