مجلس الأمن يخفق بتمرير مشروع هدنة بسوريا

Russian ambassador to the U.N. Vasily Nebenzya speaks during a UN Security Council meeting on Syria at the United Nations headquarters in New York, U.S., February 22, 2018. REUTERS/Brendan McDermid
مندوب روسيا طالب بإجراء تعديلات على مشروع القرار الكويتي السويدي (رويترز)

فشل مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة في عقد جلسة للتصويت على مشروع قرار يفرض هدنة بسوريا لمدة شهر ويسمح بدخول المساعدات الإنسانية، وقرر تأجيلها إلى الخامسة من مساء السبت بتوقيت غرينتش وفق ما نقلته وكالة رويترز للأنباء عن مصادر دبلوماسية.

وقال مراسل الجزيرة مراد هاشم إن التأجيل جاء بسبب استمرار الاختلافات، وإن الكويت والسويد صاحبتا مشروع القرار واصلتا المفاوضات مع روسيا، وجرى عقد جلسة مشاورات مغلقة لجميع أعضاء المجلس لاستكمال المفاوضات حول مسودة المشروع قبل اتخاذ قرار التأجيل.

وذكر المراسل أن المفاوضات حول مسودة مشروع القرار الكويتي السويدي تجري منذ أسبوعين دون حصول توافق حولها، موضحا أن التعديلات التي تريد روسيا إدخالها على المسودة تواجه رفضا من راعيي المشروع والدول الغربية، وأن هناك ضغوطا متزايدة على موسكو للقبول بالهدنة دون تعديلات.

ويعد هذا التأجيل هو الثالث لجلسة مجلس الأمن بشأن التطورات في سوريا خصوصا في غوطة دمشق الشرقية بعد تأجيل الجلسة مرتين أمس الجمعة لاستكمال المفاوضات بشأن مشروع القرار الذي أيدته منذ البداية الدول العشر غير الدائمة في مجلس الأمن.

وأوضح مراسل الجزيرة في وقت سابق أن الخلاف الأساسي في المشروع هو الإطار الزمني الذي يحدد بدء التنفيذ بعد 72 ساعة، في حين تطالب روسيا بأن يكون في أقرب وقت دون تحديد للزمن، وهو ما أثار المخاوف من ارتكاب المزيد من الجرائم.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن موسكو مستعدة للموافقة على مشروع القرار بعد تقديم ضمانات من الأطراف التي تملك نفوذا على المسلحين. وزعم أن جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام الآن) هي المشكلة الرئيسية في الوضع بالغوطة الشرقية.

مواقف دولية
ويخيم الخلاف الأميركي الروسي على الملف السوري، حيث قال جون سوليفان نائب وزير الخارجية الأميركي أثناء وجوده في بروكسل الجمعة، إن تعامل واشنطن مع موسكو بشأن سوريا أصبح أكثر صعوبة، لكنه لم يذكر تفاصيل.

من جانبه صرّح مصدر بقصر الإليزيه بأن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجها خطابا مكتوبا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يطالبانه فيه بدعم مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا.

كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار في الغوطة الشرقية، واعتبر الاتحاد في بيان شديد اللهجة صدر قبل لقاء على مستوى القادة الأوروبيين في بروكسل، أن دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق وحماية المدنيين واجب أخلاقي وأمر عاجل.

من جانبه، حمّل الائتلاف السوري المعارض موسكو مسؤولية ما وصفها بالإبادة في الغوطة الشرقية ودعا إلى عقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة في ظل تعطيل روسيا لعمل مجلس الأمن.

تعديلات
وفي وقت سابق أمس الجمعة وزعت الكويت والسويد صيغة معدلة لمشروع القرار الذي يطالب بهدنة إنسانية في عموم سوريا لمدة ثلاثين يوما، تدخل حيز التنفيذ بعد 72 ساعة من اعتماد القرار.

وقد انتهت مفاوضات أمس الأول الخميس بين أعضاء مجلس الأمن حول مقترحات روسية، بتطعيم المشروع بتعديل طفيف على الصيغة التي تعارضها موسكو. 

وتتضمن التعديلات التي اقترحتها روسيا إدانة قصف المناطق السكنية والدبلوماسية في دمشق انطلاقا من الغوطة الشرقية، ومطالبة جميع الأطراف بوقف الأعمال العدائية في أسرع وقت ممكن.

كما تشمل التعديلات العمل فورا ودون شروط لخفض التصعيد في العنف، وتنفيذ هدنة إنسانية لمدة شهر على الأقل (دون النص على موعد محدد لبدايتها)، وألا تشمل الهدنة تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وكل الأفراد والكيانات المرتبطة بهما.

وتتعرض الغوطة الشرقية لليوم السادس على التوالي لقصف متواصل بمختلف الأسلحة المحرمة دوليا من قبل النظام السوري وحلفائه، مما أدى إلى مقتل وإصابة مئات الأشخاص، فضلا عن تفاقم الوضع الإنساني وافتقار المنطقة إلى الغذاء والدواء.

المصدر : الجزيرة + وكالات