اعتقال هشام جنينة بعد تلويحه بكشف المستور

المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات بمصر
جنينة هدد بنشر أسرار خطيرة تمس قيادات حالية في النظام المصري (الجزيرة-أرشيف)

وأشار المحامي إلى أن اعتقال جنينة كان متوقعا بعد البيان الذي أصدرته القوات المسلحة ضد موكله أمس الاثنين.

ونقلت وكالة رويترز عن ندى ابنة هشام جنينة قولها إن حوالي ثلاثين رجل شرطة اعتقلوا والدها من منزله في إحدى ضواحي القاهرة واقتادوه في سيارة.

وكان المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية أعلن مساء أمس أن جهات التحقيق المختصة ستتخذ الإجراءات القانونية ضد جنينة وضد رئيس الأركان السابق الفريق سامي عنان، على خلفية تصريحات جنينة الأخيرة.

وكان جنينة -الذي اختاره عنان نائبا له تزامنا مع إعلان عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية- عبر عن خشيته من تعرض عنان لاغتيال أو تصفية في السجن، وهدد بنشر وثائق تدين الكثير من قيادات الحكم الحالي بمصر في حال الإقدام على هذه الخطوة.

يشار إلى أن الفريق سامي عنان محتجز في السجن الحربي على خلفية إعلان عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، وذلك بعدما اتهمته قيادة القوات المسلحة بمخالفة القانون بهذا الإعلان، كما اتهمته بالتحريض على القوات المسلحة وتزوير وثائق رسمية.

ويأتي اعتقال جنينة بعدما كان قد تعرض لاعتداء في 27 يناير/كانون الثاني الماضي، بعد أيام من اعتقال عنان. ووصف جنينة الاعتداء عليه بأنه محاولة اغتيال.

 

جنينة صداع للنظام
يذكر أن جنينة قاض سابق كان يرأس أعلى جهاز رقابي في مصر، وسبّب حديثه المتكرر عن الفساد في البلاد صداعا لقيادة النظام المصري، إلى أن عزله الرئيس عبد الفتاح السيسي من موقعه عام 2016.

وقال المتحدث باسم الجيش المصري في بيانه أمس إن تصريحات جنينة الأخيرة "تشكل جرائم تستهدف إثارة الشكوك حول الدولة ومؤسساتها، في وقت تخوض فيه القوات المسلحة معركة الوطن في سيناء لاجتثاث جذور الإرهاب".

وقد ذكر جنينة أن الوثائق التي يملكها عنان تكشف المسؤولين عن الأزمات الرئيسية في مصر منذ ثورة 25 يناير، وحقيقة "الطرف الثالث" الذي نُسبت إليه العديد من الاغتيالات والجرائم السياسية في مصر.

ويرى سياسيون وناشطون معارضون لنظام عبد الفتاح السيسي ومن قبله نظام حسني مبارك، أن الطرف الثالث ما هو إلا جهاز المخابرات الحربية الذي كان يرأسه السيسي عندما قامت الثورة.

من ناحية أخرى، قال مجدي حمدان نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية في حديث سابق للجزيرة إن تصريحات جنينة الأخيرة لم تشر إلى القوات المسلحة، ولذلك فمن المستغرب أن تزج بنفسها في هذه القضية، بحسب رأيه.

وأضاف حمدان أن القوات المسلحة "أصبحت تضع نفسها على المحك وفي الصدارة، وأستغرب لماذا لم يتم إصدار أي شيء من رئاسة الجمهورية وهي السلطة التنفيذية والمعنية".

وقال رئيس تحرير صحيفة المشهد الأسبوعية المصرية مجدي شندي للجزيرة إن ما تحدث عنه جنينة من وثائق تدين دوائر السلطة في مصر يتعلق بكل أعضاء المجلس العسكري.

المصدر : الجزيرة + وكالات