"فشلنا".. موالون للسعودية ينتقدون إعلامهم بقضية خاشقجي

الممثل السعودي المعروف ناصر القصبي أحد أبرز مؤيدي النظام السعودي اعترف بوجود ارتباك في تدبير الأزمة، وارتكاب خطأ بعدم نشر بيان الاعتراف بما جرى لخاشقجي منذ البداية، قبل أن يصرح بأن الحكمة السعودية تمثلت في الاعتراف بالخطأ وعدم المكابرة.

ومنذ بداية قضية خاشقجي وُجهت انتقادات لاذعة للإعلام السعودي والموالي له، حيث اكتفى بترديد ما ينشر عبر وكالة الأنباء الرسمية، والتي بدأت بتوضيح أن السعودية استردت مواطنا سعوديا مطلوبا في قضايا احتيال بشيكات بدون رصيد، لكن من دون أن تشير إلى اسمه، قبل أن تغير رواياتها لاحقا كل مرة بحسب التطورات الحاصلة.

وركزت تغطية الإعلام السعودي والموالي له على كيل الاتهامات لقطر ولقناة الجزيرة التي اتّهمت بترويج الأكاذيب بغرض توريط السعودية فيما لا علاقة لها به.

بل وصل الأمر برئيس تحرير صحيفة عكاظ جميل الذيابي لاتهام من يروجون لمقتل خاشقجي بالتورط في قتله قائلا في تغريدة "يروجون لمقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي ويغردون بكل ثقة في وقت واحد بتغريدات شبه متطابقة، ومثل تلك الحقيقة الدامغة لا يتحدث بها إلا جناة والغون في الجريمة".

ولم تقتصر اتهامات الإعلام السعودي والموالي له للجزيرة، بل طال أيضا كبريات وسائل الإعلام العالمية، وبينها رويترز وواشنطن بوست، إذ اتهمت بـ"السقوط الأخلاقي"، وبالانخراط في حملة ممنهجة ضد السعودية. 

كما لم تسلم خطيبة خاشقجي من سهام النقد التي وصلت لدرجة السخرية من شكلها ولباسها، ووصفت بأنها "المرأة اللغز"، واتهمت بأن لها ارتباطات مع قطر، وأنها على علاقة قرابة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. 

ولطالما وصفت وسائل الإعلام تلك حديث الإعلام العالمي عن مقتل خاشقجي داخل سفارة السعودية بإسطنبول بـ"المسرحية" التي تهدف للإساءة للسعودية، بل نقل موقع العربية.نت عن القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان قوله إن "مسرحية خاشقجي مؤامرة ومكيدة استخباراتية دبرت بإحكام بغرض النيل من سمعة السعودية والإساءة إليها".

لكن مع الاعتراف الرسمي السعودي اليوم بـ"وفاة" خاشقجي داخل مقر القنصلية إثر "شجار"، ضاق الخناق على الإعلام السعودي والموالين له، ووجدوا أنفسهم مجبرين على نشر أخبار ومواد كانت تصفها قبيل أيام قليلة بـ"المسرحية".