السعودية اعترفت.. فأين جثة خاشقجي؟

An activist holds a sign and image of missing Saudi journalist Jamal Khashoggi during a demonstration calling for sanctions against Saudi Arabia and to protest Khashoggi's disappearance, outside the White House in Washington, U.S., October 19, 2018. REUTERS/Leah Millis
الروايات ترجح أن فريق الإعدام السعودي قطع جثة خاشقجي وأخفاها (رويترز)

وأخيرا، اعترفت السعودية بمقتل الصحفي جمال خاشقجي، وذكرت أنه "توفي" إثر شجار مع أشخاص قابلوه أثناء وجوده في القنصلية، مما أدى إلى اشتباك بالأيدي ثم "وفاته".

جاء ذلك نقلا عن بيان للنائب العام في وقت مبكر من فجر اليوم أضاف أن "التحقيقات الأولية في موضوع المواطن جمال خاشقجي أظهرت وفاته -رحمه الله- والتحقيقات مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية والبالغ عددهم حتى الآن 18 شخصا، جميعهم من الجنسية السعودية". 

ويبدو أن كثيرا من الأطراف الدولية والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لم تقنعها لغة البيان الهادئة بعدما أتت مناقضة لكل التصريحات السعودية السابقة بشأن الصحفي الراحل، إذ كانت تؤكد أنه خرج من قنصلية بلاده في إسطنبول بعد دخوله إليها في الثاني من الشهر الجاري 

شكوك يزيدها حدة عدم العثور على جثة خاشقجي حتى الآن. ورغم أن السلطات التركية تؤكد أن التحقيقات ما تزال مستمرة، فإن الرواية الأرجح -حسب تصريحات مسؤولين أتراك- هي أن فريق القتل السعودي المكون من 15 شخصا قطع جثة خاشقجي، وبادر إلى إخفائها.

واليوم قالت صحيفة واشنطن بوست إن مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية استمعوا إلى تسجيل يثبت أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي قُتل وقُطعت أوصاله من قبل عملاء سعوديين داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

وأضافت الصحيفة الأميركية أنه إذا ثبتت صحة التسجيل فسيكون من الصعب على البيت الأبيض قبول رواية السعودية بأن وفاة خاشقجي كانت جراء شجار.

وتعددت الروايات بشأن إخفاء جثة خاشقي، حيث تقول الرواية الأولى إن الجثة أخفيت إما داخل منزل القنصل السعودي، أو داخل القنصلية نفسها.

وقد دخل المحققون الأتراك إلى القنصلية وإلى مقر القنصل نفسه، ويرجح أنهم حصلوا على أدلة قوية تؤكد واقعة القتل وأسلوبه، لكن لم تُعلن أي تفاصيل رسمية حتى الآن عن تلك التحقيقات وهل وجدوا آثارا للجثة.

وورد في تقارير إعلامية أن الشرطة تبحث عن آثار للجثة في منطقة أخرى غير القنصلية ومقر القنصل، وبالضبط في غابات بلغراد بضواحي إسطنبول، ومنطقة بندك القريبة منها، ومدينة يلوا المطلة على بحر مرمرة

واختار المحققون المناطق الثلاث للبحث بعدما تبين أن 16 سيارة تابعة للقنصلية السعودية توجهت إليها يوم اختفاء خاشقجي.

روايات
أما الرواية الثانية فتتحدث عن أن جثة خاشقجي وصلت إلى السعودية على متن الطائرة المستأجرة من طرف العناصر الـ 15 الذين وصلوا لتركيا يوم اختفاء الصحفي السعودي، وهو احتمال يستبعده متابعون على اعتبار أن المخابرات التركية وصلت بطريقة ما إلى الطائرة وتأكدت من أنه لا توجد آثار لخاشقجي داخلها.

وهناك رواية ثالثة تتحدث عنها تقارير إعلامية تقول إن فريق الإعدام السعودي أذاب الجثة في مادة كيميائية سريعة، وهي رواية تضعفها قرائن عدة، بينها حديث مصادر أمنية للجزيرة عن تغليف الجثة بعد تقطيعها، مما يرجح أنه تم إخفاؤها في مكان غير معلوم.

واليوم نقلت رويترز عن "شخص مطلع" قوله إن سائق القنصلية من بين من سلموا الجثة "لمتعاون محلي"، وأنه لا يعرف شيئا عنها.

الاعتبارات التركية
مصادر في إسطنبول أجابت مراسل الجزيرة نت بأنه لا يمكن الجزم بأي رواية حول مصير الجثة ما لم يصدر إعلان رسمي تركي عنها، مشيرة إلى تعهد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو بكشف تفاصيل التحقيقات التركية للعالم بشفافية.

لكن تلك المصادر عادت وأكدت أن استمرار التحقيقات التركية في القضية طيلة هذا الوقت يظهر أن أنقرة تعمل على تجميع خيوط الرواية بكامل تفاصيلها بما في ذلك مصير جثة خاشقجي.

ووفقا للمصادر فإن أنقرة مهتمة بظهور الجثة لثلاثة اعتبارات؛ الأول جنائي يتعلق بضرورة معاينة الجثة للتأكد من ظروف الوفاة قبل إغلاق التحقيقات، والثاني إنساني مرتبط بحق المجني عليه وعائلته بدفن جثمانه في مكان معلوم، أما الثالث فهو الحق العام للجمهور بالاطلاع على نهاية القضية التي شغلته منذ الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

بدوره قال موقع "خبر 7 كوم" التركي أن الإعلان السعودي عن مقتل خاشقجي ظل مبهما لأنه لم يقدم شيئا من التفاصيل عن مكان إخفاء جثته.

المصدر : الجزيرة + وكالات