حشد عسكري إسرائيلي بحدود غزة ومخاوف من عمليات اغتيال

Israeli soldiers speak next to tanks as military armoured vehicles gather in an open area near Israel's border with the Gaza Strip October 18, 2018. REUTERS/Amir Cohen
جيش الاحتلال دفع بالعديد من الدبابات وناقلات الجند إلى الحدود مع غزة (رويترز)

حشد جيش الاحتلال الإسرائيلي قوات عسكرية كبيرة على امتداد السياج الأمني الفاصل مع غزة، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من أن "القطاع ينفجر من الداخل" وأنه بات "على شفير نزاع مدمر آخر ستكون عواقبه وخيمة على الجميع".

وبحسب مراسل الجزيرة إلياس كرام، فقد دفع جيش الاحتلال بالعديد من الدبابات وناقلات الجند للمنطقة الحدودية، إلى جانب تعبئة الحدود بجنود من وحدات النخبة والقناصة.

وقال المراسل إن الوجود المكثف للدبابات في مواقع عدة على طول الحدود قد يكون استعدادا لتوغلها عسكريا في الساعات أو الأيام القادمة داخل أراضي القطاع لقمع مسيرات العودة، وربما تنفيذ عمليات اغتيال ضد النشطاء الفلسطينيين.

وأعلنت سلطة المطارات والموانئ في إسرائيل عن تغيير مسارات الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون الدولي في ضوء التوتر الأمني، وذلك لإفساح المجال الجوي للطائرات المقاتلة وتفادي إصابة طائرات مدنيّة بصواريخ القبة الحديدية في حال انطلاقها لاعتراض صواريخ باتجاه تل أبيب.

ويأتي الحشد الإسرائيلي بعد قرار المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر بتصعيد الرد على أي حوادث وصفها بـ"العنيفة" من قطاع غزة و"أعمال العنف" على السياج الأمني الحدودي، رغم أن المجلس شهد خلافات حادة بشأن الطريقة المثلى للتعامل مع غزة بين مؤيد ومعارض لعملية واسعة النطاق بالقطاع.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستوجّه ضربات عسكرية قاسية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إذا استمرت الهجمات المنطلقة من القطاع.

‪جانب من الحراك على الأرض الذي ترافق مع المسير البحري الـ12 بداية الأسبوع الجاري للمطالبة بكسر الحصار على غزة‬ (الأناضول)
‪جانب من الحراك على الأرض الذي ترافق مع المسير البحري الـ12 بداية الأسبوع الجاري للمطالبة بكسر الحصار على غزة‬ (الأناضول)

القسام تحذر
وهدد مسؤولون إسرائيليون آخرون، من بينهم وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، بتصعيد عسكري ضد القطاع على خلفية احتجاجات مسيرات العودة المستمرة منذ 30 مارس/آذار الماضي، وإطلاق بالونات وطائرات ورقية حارقة إلى الداخل الإسرائيلي.

وردا على ذلك، وجّهت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس رسالة تحذير إلى إسرائيل بشأن تهديداتها بشن هجوم جديد على القطاع المحاصر.

وكان جيش الاحتلال قد أعلن الأربعاء قصف نحو عشرين موقعا في قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد فلسطيني وإصابة ثلاثة آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

ومنذ نحو شهرين، تبحث الفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس، مع السلطات المصرية إمكانية التوصل إلى مصالحة فلسطينية و"تهدئة" مع إسرائيل، إلا أنه لم يعلن عن نتائج هذه الجهود حتى الآن.

نزاع مدمر
في هذه الأثناء، حذر موفد الأمم المتحدة للشرق الأوسط البلغاري نيكولاي ملادينوف أمام مجلس الأمن من احتمال اندلاع نزاع جديد "مدمر" في قطاع غزة.

    
وقال المسؤول الأممي في كلمة ألقاها عبر اتصال فيديو مباشر "إن غزة تنهار. ولا غلو في هذا الكلام. إنها الحقيقة"، مشيرا بشكل خاص إلى أن اقتصاد هذه المنطقة "ينهار بشكل كارثي".
    
وأضاف ملادينوف "كل المؤشرات الإنسانية والاقتصادية والأمنية والسياسية تواصل التراجع. لا نزال على حافة نزاع جديد قد يكون مدمرا، نزاع يقول الجميع إنهم لا يريدونه لكنه بحاجة إلى أكثر من كلمات لتجنب حدوثه".
 
وحذر المسؤول الأممي من خطورة الوضع الحالي في القطاع، وقال "ما لم تتخذ جميع الأطراف خطوات واضحة جدا لخفض التوتر، فإن التداعيات ستكون كارثية".

المصدر : الجزيرة + وكالات